يا أخ عاصي


لم افهم ما هو المقصود بصيغة جديدة واستراتيجية مختلفة تتوافق مع التغيرات التي حدثت وستحدث قريبا

إذا كنت تقصد حل السلطة وتغييبها فأحب فقط أن أذكر أن تجربة تغييب السلطة التي يدعوا اليها ويتحمس لها الكثيرون خصوصا الذين يعرفون ان لا مكان لهم عن طريق صناديق الاقتراع قد حصلت بالفعل وجربها الشعب الفلسطيني في التاريخ القريب في الانتفاضة الثانية وانتهت الى كارثة الفلتان الأمني والزعران الذين يتحكمون في كل مدينة وقرية في فلسطين ويدفعون الناس خاوات ويغتالون ويعتدون على من يشاؤون وأن الناس هناك كفرت بالانتفاضة ولم يهدأ لها بال وتستقر أمورها إلا بعد تسلم حكومة فياض واعادة بناء المؤسسة الامنية مرة أخرى لتقوم بدورها. والشعب الفلسطيني بالداخل لا يريد العودة لحالة ما قبل حكومة فياض وتغييب دور المؤسسة الامنية وتغييب السلطة على الارض.

المشكلة الآن أنه حتى خيار المقاومة أصبح متعذرا بدون مصالحة ، فسياسة غض النظر عن تسلح الفصائل الفلسطينية واعتبار أن سلاحها هو ورقة قوة بيد المفاوض والتي ورثها عباس عن عرفات وعمل بها لفترة من الزمن قد انتهت فعليا نتيجة غدر فصيل حركة حماس واستغلاله لهذا التوجه السياسي الوطني من أجل بناء قوة عسكرية ليس للنضال بل من أجل فصل جزء من فلسطين والاستقلال به سياسيا خدمة لمصالح دول في الاقليم هي ايران وسوريا لا تهمها القضية الفلسطينية بشيء وخدمة لمصالح حزبية ضيقة تتعارض المصلحة الوطنية الفلسطينية.

فكيف يمكن الان وبعد هذا الجرح ان يثق الفلسطينيين في بعضهم مرة اخرى كيف يمكن ان أأمن جانبك وان اعطيك سلاح وانا اخشى ان تستعمل السلاح ضدي في اي لحظة كيف يمكن ان أأمن جانبك وانت سبق لك ان طعنتني في ظهري وهل من الممكن قيام حالة مقاومة في هذا الجو. يعني قيام حالة مقاومة فلسطينية مع تغييب السلطة ليس فقط عملية متعذرة بل مستحيلة الآن لأن هناك فصيل اسمه حركة حماس لا يؤمن بالمشاركة السياسية ويريد تسليح عناصره من أجل اخضاع بقية المجتمع الفلسطيني بالقوة وليس لديه أي مشروع مقاومة بل مشروع يرفع شعار المقاومة ويمارس التهدئة