(02-16-2011, 06:40 AM)لواء الدعوة كتب:  [align=justify]لا يمكنك نزع ظروف كل شخص عن طبيعة فكره وتوجهه ، فكلما كان الوضع مدنياً ومستقراً كانت النفوس أقرب للهدوء والبعد عن مواطن التطرف الفكري والأيدلوجي ، وهذا نستطيع أن نلتمسه في أوج حضارة الدولة العباسية والدولة الأموية في الأندلس واللاتي كن ضرباً من أروع ضروب الحضارة المدنية والفكرية ، والعكس صحيح .
فبن تيمية رغم ما عاناه هو من ملاحقة السلطة الحاكمة له وتعذيبه ، إلا أن فتاويه المتشددة ضد الطائفة العلوية وضد الشيعة ساهمت في تكوينها الوضع الدولي أنذاك .
فالطائفة العلوية وقفت بجانب المغول في اجتياح بغداد والشام وقدمت للمحتل التتاري الكثير من الخدمات ، بجانب المسيحيين وممالكهم في الشرق ، والدور السلبي الذي لعبته الطوائف الباطنية الإسماعيلية ضد الأمة ، بدءً من قتل قادة الجهاد الإسلامي مثل فخر الدين مودود وآب سنقر " والأول قاد أول معركة وأول بعث إسلامي ضد الصليبيين " ومحاولة اغتيال صلاح الدين الأيوبي وعماد الدين زنكي ووقوف الباطنيين مع الصليبيين أيضاً .
كل هذه الأمور من الطبيعي أن تساهم في وجود تطرف عند بن تيمية ، رغم أن بن تيمية يعد أبرز مفكري الدولة الإسلامية ، وموسوعة علمية وفكرية وفقهية في شتى الصنوف ، ولو قرأت له سواء في العقيدة أو في الفلسفة لعلمت مدى انسانية بن تيمية ، ولكن كما قلت لا يمكنك أن تنزع الشخص عن بيئته المحيطة .
الأمر يشبه تماماً ، ما حصل مع سيد قطب رحمه الله ، فالشخص تعرض لظروف قاسية جداً وعذب تعذيباً شديداً في المعتقلات فمن الطبيعي أن يخرج ببعض التطرف .

أما بخصوص حلمك بالدولة المدنية ، فهو يشبه حلمي بالدولة الإسلامية ، طبعاً أنت لم ولن تحصل على دولة مدنية كاملة الشروط والمواصفات ، فلا يوجد دولة نستطيع أن نتخذها قدوة في هذا المجال ، فكل دول المدنية الحديثة تقدم مصالحها فوق كل شيء ، ولها تاريخ مصالحي أسود في المنطقة .
عموماً الفترة القادمة سيتمخض عنها الكثير من الحلول ومن المشاكل أيضاً ، وأتمنى أن نصل لتوافق حول شروط معينة .
فحديثك حول " تمطط أحكام الإسلام " لا يختلف عن تمطط قوانين الغرب ، فلو درست القانون ، لعلمت حجم الإختلاف في وضع القوانين في الكثير من دول أوروبا ، فالدولة قد تكون صديقة للعرب بسبب الحزب المسيطر عليها ، وقد تكون من ألذ أعدائها ، وقد تكون قريبة من الإنسانية وقد تكون بعيدة عنها .

]

زميل سبشل ون،
الم اقل لك انه سيخلط الحابل بالنابل في مداخلة مطولة لن تستطيع معها ان تعرف من اين تبدأ و من اين تنتهي، اذ انك ستجد نفسك اما بني آدم لا يمت لمفاهيم و حضارة القرن الواحد و عشرين بصلة، و لهذا لن تعرف كيف تتواصل معه.

اقتباس:بخصوص الصليبي هوب سيرفر ، أظنك تمارس نوعاً من الإسقاط علي ، فالإسقاط هو اسقاط الحالة النفسية التي يمر بها المريض النفسي المعقد على غيره ، فنصيحة مني اليك ، جد لك طبيب نفسي محترف في أي دولة من الدول التي تسافر لها لعله يشافيك " رغم أني لا أتوقع ذلك " ، فمرضك النفسي يشبه الطاعون لا علاج له والعياذ بالله .

صليبي؟؟!! مرض الطاعون لا علاج منه؟؟!!اصحى يا زميل و استفق، نحن نعيش في القرن الواحد و العشرين، حيث ذهبت و ولت القرون الوسطى، و جاءت الثورة الصناعية و مررنا بعصر النهضة و خضنا حربين عالميتين و شكلنا الامم المتحدة، و جعلنا ميثاقها حقوق الانسان و اصبح لدينا اتحاد اوروبي و ديموقراطية. و وجدنا علاج لمرض الطاعون منذ مدة طويلة و لم يعد يشكل خطرا، و اصبحنا نبحث في علم الجينات و الاستنساخ ، و غزونا الفضاء و ها هي مركباتنا تهبط على سطح المريخ بحثا عن مصادر الحياة فيه.

لقد تجاوزنا عصر الصليبيين و ابن تيمية و التتار و وباء الطاعون منذ اكثر من ثمنمائة عام