منذ سقوط نظام مبارك والجماعات السلفية تعقد مؤتمر يلو الاخر, يحضره على الاقل الفين او ثلاثة الاف شخص ، يحملون رايات " الفهم الصحيح للاسلام هو السلفية " ، و " لا مساس بالمادة الثانية فى الدستور " ، و " اسلامية اسلامية ولا مدنية او علمانية ". بل صرحوا صراحة ان "العلمانية كفر" وانهم مستعدون" لبذل أرواحهم فداء اسلامة مصر ".

الشعار الأخير ليه دلالات كبيرة جدا , فالمعروف ان الجماعات السلفية والاسلامية خرجت من رحم الجماعات الاسلامية المسلحة ، وبعضهم حمل السلاح فى فترة من الفترات ، ولكن بسبب قوة الدولة فى هذا الوقت , كان الكفاح المسلح مكلف جدا وشبه معدوم النتيجة. لكن الان بعد أزاحة مبارك اصبح لديهم فرصة فى القفز على الدولة واسلمتها ، لكن المصرى الشاب التلميذ فى كلية ، لازال يتذكر أرهاب هؤلاء وما فعلوه بمصر التسعينات وكيف أرهبوا وطن بأكمله وسفكوا دم الأبرياء ....

خرجوهم الان بعصبية وحملة توقيع بيان بأسلمة مصر ، هو انعكاس حقيقى لخوفهم بأن ثورة ٢٥ يناير كانت موجة ضدهم أيضا. شباب ورجال ٢٥ يناير يبحثون الان عن مستقبل وتنمية لهذه البلد وليس حديث القبر او رضاعة الكبير او النملة المفقودة. أغلبهم يعمل ويجاهد الان فى مظاهرات فى الشوارع وهو يعلم علم اليقين ان فشلهم وانحصارهم اصبح مسألة وقت وتوقيت ....

لكن يبقى السؤال ، هل ينجلى ويتلاشى هؤلاء فى الهواء بدون العودة الى تراثهم التاريخى فى سفك دم الابرياء ونهب الضعفاء ?

أتمنى ذلك