كما يقول المثل خذوا الحكمة من أفواه المجانين ..

من يومين و بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف و في محاضرة قذافية ماراتونية تلون فيها خطابه ما بين أحمر و أخضر و أصفر في أحد مساجد الليبية اقترح على الفلسطينين الآتي :

أن ينظموا صفوفهم بمسيرة مليونية لا يستثنى منها النساء و لا الأطفال لمحاولة اجتياز الحدود و دخول الأراضي الفلسطينة المحتلة من أجل تأمين عودتهم .. و عند لجوء اسرائيل إلى القوة لمنعهم سيعني هذا فضحهم أمام العالم كمجرمين ضد الإنسانية .

بصراحة (و بغض النظر عن الموقف من القذافي) أعتقد بأن هذا الاقتراح جدير بالناقش و البحث .. يعني بالفعل ماذا لو خرج ملايين الفلسطينين من لبنان مثلاً إلى الجليل و أقاموا المخيمات و عسكروا حتى تلبية مطالبهم بالعودة ... أنا هنا أطرح العودة فقط و ليس تحرير فلسطين و رمي الصهاينة في البحر ..

مثلاً .. يمكن أن يخرج عرب الـ48 أيضاً بمسيرات حاشدة من أجل تأمين عبور آمن لاخوانهم إلى داخل الحدود ..

أعرف أن الفكرة قد تبدو خيالية بعض الشيء و حالمة أيضاً إن لم نقل مجنونة.. فأرجو اعتبارها نوع من العصف الذهني للمتابعة في كيفية أو ماهية الرد الاسرائيلي و خياراته ..

هل ستحشد الجيش في وجه المدنين العزل .. هل تطلق النار عليهم و كم يمكن أن يسقط من الأبرياء في مغامرة مثل هذه .. هل يمكن أن تلجأ إلى السلاح غير التقليدي كالغازات المخدرة مثلاً ... لكن ما هو حجم التأثير في مسيرة مليونية القوام .؟

ممكن أن تستعمل المياه و تشكل عازل مائي مثلاً يعيق حركة المسيرة ... لكن عندما نتحدث عن مسيرة مليونية لا أعتقد أن إيقافها سيكون بهذه السهولة و خاصة مع تصوري لمسيرة مساندة من الداخل الفلسطيني للمساعدة و تأمين العبور ..هل ستحشد اسرائيل مسيرة مليونية مضادة ..لا أعتقد لأن الأمور قد تخرج عن السيطرة و نتحول لحرب بالعصي و الحجارة و السيوف (كما حدث في موقعة الجمل) و بذلك ربما تتحقق نبواءات آخر الزمان .

و ماذا عن موقف الدول العربية خاصة دول الطوق .. طبعاً اسرائيل ستحملها مسؤولية مايحدث, لكن أفترض هنا حدوث هذه المسيرات بالأمر الواقع .. لا أعتقد أن اي دولة عربية ستقوى على منع تحرك جماهيري سلمي فلسطيني إلى الحدود .

فما رأيكم دام فضلكم ...(فقط أرجو المناقشة بعيداً عن موقفنا من القذافي)