أنا فعلا منزعج من طريقة تفكير البعض . الشيعة في البحرين يعانون من تمييز عنيف ضدهم في جميع المجالات .

الجيش و الداخلية محرمتان على الشيعة إلا إذا أظهروا الولاء التام ...و أعني بالولاء التام هو أن تصبح جاسوسا على أهلك أو جلادا في غرف التحقيق . و فعلا اغلب الشيعة هناك يعملون في تلك الوظيفتين .
لاحظ عدد الوزراء و وكلاء الوزراء و أصحاب المناصب القيادية في الدولة ..... أغلبهم إما من العائلة المالكة أو من القبائل التي اتت مع العائلة في بداية قدوم العائلة المالكة للبحرين.
بعض السنة الطائفيين يتهمون بأن الشيعة يتمركزون في وزارات مثل الصحة و التربية (و بالطبع ليس في المناصب القيادية) و لكن أغلب الأطباء و أغلب المدرسين و أغلب المهندسين في البحرين هم من الشيعة . الحمق الطائفي يعميهم عن رؤية أن أكثر المتعلمين و أكثر المتفوقين هم من الشيعة و نظرة بسيطة سنويا للوحة شرف متفوقي الثانوية العامة ... سترى أن الاكتساح شيعي لذا منطقيا ستجد أن أغلب متفوقينا سيتجهون نحو دراسات لتلك المهن . و نظرة بسيطة للعاطلين في البحرين ستجدهم أيضا من الشيعة .
أي شخص سيقارن تلك الاحصائيات و له عقل محايد سيجزم لك أن البلد تعيش تمييز طائفي واضح و أن بدأ يتخذ شكلا جديدا في الآونة الأخيرة من ناحية جلب المتجنسين للبلد .... أعرف أشخاص صار لهم 25 سنة ينتظرون بيت الاسكان . و هؤلاء المتجنسين يأتون مباشرة من المطار إلى بيت أسكاني و وظيفة و خدمات مجانية لا يحلم المواطن البحريني بالحصول عليها . فكيف لا ينقمون و يحنقون على الأوضاع ؟
ذكرتم مسألة البرلمان و أن الكتلة الشيعية تمتلك 18 مقعدا من أصل 40 ....... و هذا ظلم في حق الشيعة أيضا ... فهم يستحقون أيضا أكثر من هذا العدد بكثير ... لولا القسمة الظالمة للدوائر الانتخابية . يعني في أي منطق يجعل الدائرة الأولى في المحافظة الشمالية و التي تعتبر معقلا شيعيا بامتياز و التي تبلغ الكتلة الانتخابية فيها ما يفوق 23 ألف مواطن تمتلك صوتا واحدا يوازي كتلة منطقة الجسرة و التي لا تزيد كتلتها عن الألفين . الدائرة الأولى في المحافظة الشمالية تساوي كتلتها الانتخابية كتلة المحافظة الجنوبية و التي فيها تسع دوائر انتخابية ؟؟ يعني صوت مقابل 9 أصوات . و قس على هذا كثير من الأمثلة .

لذا تأتي إلى مطالب الشيعة ..... و هل ذنب الشيعة أنهم المضطهدون في الدولة التي لا تراعي حقوقهم ... الدولة تدعي الديموقراطية و تنسى أبسط قواعدها و هي حكم الأغلبية . عموما الدولة نجحت في صبغ الاحتجاجات بالطائفية على الرغم من وجود كتل معارضة يسارية و وجود سنة ... حتى أن أحدهم مفقود بعد مجزرة الأمس . الأعلام الرسمي في البحرين يلعب دور ماسبيرو المصري بالضبط و يكفي رؤية برامجها الموجهة بطريقة تثير الغثيان ... و حتى الفيلم المونتاجي الذي عرض أمس لم يكن يقنع إلا ذوي العقول المبرمجة طائفيا ... و اللعب على وتر إيران لم يكن يقنع أحدا .... و خصوصا أن برقيات ويكيليكس تثبت أن الحكومة البحرينية لم تستطع أن تقدم دليلا واحدا على أن الشيعة ولائهم لإيران.