البطاطا تغيب عن موائد السوريين...


طباعة أرسل لصديق
دي برس – حسام حميدي
20/ 02/ 2011
بعد أن سميت بلحمة الفقراء، غابت البطاطا عن موائد الكثير من الأسر الفقيرة في السورية، فالغلاء أبى أن يترك للفقير وجبته تلك، موصلاً سعر الكيلو إلى 40 ليرة سورية قابلة للزيادة، الأمر الذي جعل الفقراء يبحثون عن نوعٍ أخر من الزاد يكون حاضرا في موائدهم.
أبو محمد 50 عاماً أوضح أن الفقراء لطالما كانوا يمنون أنفسهم بتذوق البطاطا، في ظل الارتفاع المستمر لأسعار اللحوم، لكنه اليوم وكما يقول بات يترحم على أيام البطاطا.


وليس بعيداً عن أبو محمد اعتبر واصف عبد الدايم أن غلاء اسعار البطاطا شكل صدمة حقيقية للعديد من الاسر السورية،التي تحتاج بمعظمها لاكثر من كيلو بطاطا لزوم "الطبخة" الواحدة، ما جعله يحجم عن شرائها ويتجه نحوسلع أرخص سعرا.
قرارات غريبة
ولعل أكثر ما يثير الاستغراب هنا أنه ومع هذه الظروف القاسية لسوق البطاطا أصدرت وزارة الزراعة قرار رقم 231/و.ق، منعت بموجبه جميع المستوردين السوريين من استيراد البطاطا اللبنانية التي تعد الأقرب إلى السوق السوري أكثر من غيرها، وذلك طيلة الفترة الممتدة من 1/2/2011 وحتى شهر أيار القادم وهو القرار الذي برره مدير التسويق الزراعي في وزارة الزراعة السورية محمد خزمة لـ"دي برس" بأنه يعود لسبب "حجري"، مؤكداً أن الهدف الأول لمنع الاستيراد هو مكافحة العفن البني الذي يصيب البطاطا.
في حين جاء تصريح العضو المؤسس في جمعية المصدرين السوريين للمنتجات الزراعية ليشير إلى أن الفترة الحالية والواقعة ضمن مدة منع الاستيراد هي فترة غزارة في انتاج البطاطا في سورية، الأمر الذي أثار استهجان عدد من المواطنين،
حيث تساءل محمود رزوق عن وضع الأسعار فيما يلي فترة الغزارة هذه.
وأضاف رزوق : "نحن نتفهم قرار وزارة الزراعة بإيقاف الاستيراد ولكن ما يجب أن نعرفه هل قامت الوزارة بالتنسيق مع وزارة الاقتصاد للبحث عن مصادر أخرى للبطاطا تساعد على تأمينها بأسعار مخفضة"، مؤكداً أن ارتفاع الأسعار يشير إلى عدم وجود هذا التنسيق الأمر الذي يضع إشارات استفهام كثيرة حول سوء التنسيق بين الوزارت الذي ينعكس سلباً على حياة المواطن".
اهمال
عبد الرحمن جنيدي صاحب محل بيع خضار أشار إلى أن ضعف العناية بزراعة البطاطا التي تعتبر العصب الأساسي للفقراء يقف وراء انخفاض إنتاجيتها وارتفاع سعرها وضعف منافستها قياساً بغير دول حتى أثناء موسم غزارة الإنتاج على حد تعبيره، موضحاً أن العطل موجود لدينا ويجب معالجته.