"في البحرين, الحرية والعدالة ... طائفية!!"
السبت, 19/02/2011 - 16:32 GMT
البحرين التظاهرات
المطالب المجتمعية الي رفعتها الجماهير في البحرين مثل الديمقراطية والحرية والعدالة والمساوة والكرامة , تصطبغ في تلك الديار بالوان اخرى , لم تعهدها هذه المفاهيم في ارض الله مثل تونس ومصر وليبيا واليمن والاردن , فهي تتحول في البحرين الى مفاهيم طائفية مقيتة , والجماهير التي ترفعها تصبح بقدرة قادر طابورا خامسا , ورفع الصوت من شدة الالم امر يهدد وحدة البلاد وسلامته واستقراره وتدفع به الى هاوية السقوط في صراع طائفي , والجهات التي تحرك الجماهير تنفذ اجندة اجنبية طائفية وووو.
حتى تعامل القوات البحرينية , التي تلقت تدريبات على قمع الطائفيين!! عند مدربين فرنسيين بارعين في اساليب القمع , مع الشباب والاطفال والنساء والشيوخ الذين خيموا في دوار اللؤلؤة , لم يكن كما هي علية طرق القمع في تونس ومصر وليبيا والاردن واليمن , فكان اشبه مايكون بخطة عسكرية خطط لها كبار الجنرالات !, ونفذها قادة كبار! في الجيش البحريني متمرسين على فنون القتال مع اعداء الوطن في الظروف الصعبة والاستثنائية!, حيث قاموا بشن هجوم واسع النطاق , ودون اي انذار مسبق مع الساعات الاولى من فجر الخميس , من الجو والبر مستخدمين كافة الاسلحة المتطورة ! ونجحوا بتحرير! الدوار من الشباب وكبدوا الطائفيين الذين ارادوا جر البلاد الى السقوط في هاوية الصراع الطائفي بسبب مطالبتهم بالديمقراطية والحرية ؟!! , خسائر فادحة بالارواح فسقط العشرات منهم بين قتيل وجريح.
التدريبات التي تلقتها القوات البحرينية على يد الاساتذة الاجانب لم تقتصر على تحرير الميادين , بل شملت كيفية قمع وتفريق مواكب العزاء والمشيعين الطائفيين ! , وهو ما ظهر جليا في الهجوم الصاعق والمحاق لهذه القوات على مشيعي احد الشهداء الذين سقطوا بيد قوات الامن , فكبدوا المشيعين خسائر فادحة واضافوا الى الشهيد شهيد اخر , لكي لاتسول لهم انفسهم ان يشيعوا من هو طائفي !!.
الذين خيموا في دوار اللؤلؤة خانتهم الذاكرة من انهم يعيشون في البحرين , والا لكان عليهم ان يفطنوا الى ان المفاهيم الدراجة في القواميس السياسية في هذه الديار ليست هذ ذاتها في باقي البلدان الاخرى فكل مافي القاموس من مفاهيم لاتعني الا كلمة واحدة هي مرادفة لجميع تلك المفاهيم وهذه الكلمة هي "الطائفية" , فالاحتجاج طائفية والاعتصام طائفية والاعتراض طائفية والتجمهر طائفية والتظاهر طائفية والمطالبة بالحقوق طائفية والدعوة الى الديمقراطية طائفية والدعوة الى وقف التجنيس السياسي طائفية والمطالبة بعدم الاستئثار بالسلطة طائفية و تداول السلطة طائفية والدعوة الى ملكية دستورية طائفية طائفية طائفية.
ولكن لماذا يتحرك هؤلاء الطائفيون؟ فالجواب لايحتاج الى عناء ايضا , كما هو الحال في تفسير معاني الشعارات التي يرفعونها , انهم يتحركون لتنفيذ اجندة اجنبية !! وهذه الاجندة معروفة , لذا لابد من قمع نحو ثمانين بالمائة من ابناء الشعب لانهم تحولوا الى طابور يعمل على تنفيذ هذه الاجندة , لهذا السبب ولخطورة مايحاك ضد مملكة البحرين تقاطر وزاء خارجية دول الخليج الفارسي الذين تمثل قواتهم المسلحة درع الخليج والجزيرة وشعوبها الى المنامة للاعلان رسميا تاييدها قلبا وقالبا لما اقترفته القوات المسلحة البحرينية من مذبحة بحق المواطنين العزل في مراسم التشييع وفي دوار اللؤلؤة , بل ان بعضهم ذهب الى ابعد من ذلك , كالسعودية والامارات, اللتان اعلنتا عن استعدادهما الى ارسال قوات عسكرية الى البحرين لمحاربة جيوش الطائفيين الجرارة!!.
وعلى الفور بدأت وسائل الاعلام الحكومية وفي مقدمتها التلفزيون الرسمي الذي يعتبر الجهة الاولى والاخيرة المسؤولة عن النفخ في نار الطائفية في تلك الديار , باعادة السيناريو التونسي المصري اليمني الليبي الاردني , في اتهام المتظاهرين بابشع النعوت : وانهم كانوا يخططون لكذا ويحملون كذا ويتلقون الاوامر من كذا بالاضافة الى عدم تجاهل صبغة الطائفية في الحالة البحرينية فهي محببة لقلوب الكثيرين والتي يمكن من خلالها تمرير مالايمكن تمريره من تهم.
اما السلطات البحرينية , فمن جانبها سيرت كما في تونس ومصر وليبيا واليمن والاردن اتباعها الاوفياء في مسيرات عفوية جدا !! مؤيدة للملك والسلطات , الملفت ان وزير الخارجية البحريني حذر من خطورة هذه المسيرات لان الذي يفصل بينها كما قال خط طائفي , الا انه وقف عاجزا عن الوقوف في وجه التظاهرات المؤيدة للعرش لانها كانت عفوية !! عكس تظاهرات الطائفيين , فانها جاءت وفق اجندة خارجية الامر الذي استدعى كما قال للتصدى لها وبحزم حتى لو كلف ذلك سقوط كل هذا العدد من القتلى والجرحى.
الملفت ان اصحاب التظاهرات العفوية في مصر وتونس تبخروا فور سقوط النظامين ولم يعد لهما اثر في الشارعين التونسي والمصري , الا ان انصار باقي الانطمة مازلت تخرج وبعفوية ! في شوارع اليمن والاردن وليبيا والبحرين.
الادهى والامر والذي زاد الجرح البحراني نزفا هو الموقف الشاذ والغريب لوسائل الاعلام والفضائيات العربية الموضوعية والمحايدة جدا!! والتي اقامت الدنيا ولم تقعدها لنصرة التونسيين والمصريين واليمنيين والليبيين والاردنيين , فهذه الفضائيات ووسائل الاعلام العربية تتناول تظاهرات الشعب البحريني العربي على استحياء وتحاول التقليل من وقع التظاهرات التي نزف فيها البحرينيون دما قانيا , كما نزف اخوانهم العرب في باقي الدول العربية وهم يقارعون الانظمة الدكتاتورية , وتعمل على تلطيف ماوقع عبر التأكيد على خطابات جلالة الملك وسمو الامير وسعادة الوزير ودعوتهم للمعارضة الى الحوار , وهي دعوات شنت عليها تلك الفضائيات هجوما لاذعا عندما كانت تنطلق من المخلوعين زين العابدين بن علي وحسني مبارك وهما يخاطبان المعارضة !!, فهل قدر اتباع اهل البيت عليهم السلام في بلدانهم , ان يكونوا مواطنين من الدرجة الثانية ويرضخون لهذا الواقع مقابل ان تصان ارواحهم , أو يكونوا طائفيين ينفذون اجندات خارجية ولن تحترم أرواحهم اذ هم رفضوا هذا الواقع . هذه الحقيقة تؤكد وللاسف ان مرض الطائفية , حقا , كمرض السرطان , لن يترك صاحبه الا بعد ان يجعله رميما.
* بقلم / ماجد حاتمي
http://www.alalam-news.com/node/320008