عزيزي بهاء، ردك ذو شقين.
الشق الأول لا أتفق فيه معك والثاني أتفق.
ففي حال دخل الجيش المصري لإنقاذ الليبيين من المجزرة سيقابل كجيش محرر لا كجيش غاصب، وسيستقبل شعبياً بالترحيب، وهذا ما نسمعه من نداءات الليبيين نحو العرب لنصرتهم ونجدتهم.... أما من أراد أن يموت في صف اللعين القذافي فليمت معه وليكن بسلاح عربي بدل السلاح الغربي.
ويفضل في هذا الوقت العصيب أن يكون التدخل عربياً قبل أن يتدخل الغرب ويملأ الفراغ، ويسيطر على النفط العربي ويزرع قواعده غرب مصر، ويضع سكيناً جديداً في صدرنا.
أما الثاني فأتفق فيه معك. فهناك مخاطرة كبيرة في هذا التدخل، وهو أن يستغل الجيش انتصاراً كهذا ليبهر الشعب المصري ويمرر أجندة سياسية للسيطرة كما حصل تاريخياً بعد الثورة الفرنسية. وهنا نبقى في مدار السؤال المطروح منذ البدء والذي يضع هذه الثورة على المحك، ويضع المجلس العسكري موضع الامتحان.
والحل يبقى في تسريع تسليم السلطات المدنية في مصر إلى أصحابها، وعدم التماطل في فصل هذه السلطات، ووضع الجيش كله تحت سيطرة حكومة مدنية...

ما يقلقني عزيزي هو رؤية أسماء كنا نراها في عصر مبارك، ما زالت في منصبها، وكأن شيئاً لم يحصل..... وهذا لا يطمئنني إلى حسن نية المجلس العسكري ولذلك لا يجب أن يعطى أي فرصة ليستقر الحكم في يده...

عزيزي أبا نواس، أنت محق.... ولكن هذا التفويض يأتي حكماً إن قررت مصر التدخل.... إذ أن باستطاعة مصر ببعض وسائل الإقناع أن تنتزع قراراً من العمائم العربية بالتدخل العربي العسكري لحماية الأبرياء..... وهذا سيغطي هذا التدخل عربياً وعالمياً....
مصر في عهد عبد الناصر جنبت العرب والعالم كله حرباً تأجلت لعقدين ونيف عندما انتزعت قرار نشر قوات عربية مشتركة على الحدود العراقية الكويتية....
وغياب سياسات شجاعة كهذه لاحقاً هو الذي سمح بدمار الكويت والعراق معاً....

المشكلة الأكبر تكمن في نفط ليبيا.... ففي حال تدخل كهذا، سنفتح أبواب صراع مع الغرب الذي يرضع النفط رضاعاً.... ولكن كما قلنا لا للظلم والاضطهاد، لنقل يوماً كفى لهذا الاستنزاف، وكفى موتى وظلماً في سبيل أن يصل النفط إلى محطات الوقود الغربية....