أخي الحبيب أتماكا:

سعيد أن أسمع شهادتك بحق شخصيتي وأن أعرف أني نلت استحسانك وأتمنى بصدق أن أركز على الاستماع والرد بلطف. لازلت أتعلم يا صديقي.

لم أقصد التكلف يا صديقي ولكن كثيرون من الناس يضعون أمثالي موضع الاتهام وكأنه يلفق لهم قصة أو يفتعل شيء. كل هدفي هو التأكيد على أني لا أزعم شيء وإنما هذا هو واقعي.

ما يقوله النصراني عن المسلم في مصر هو وقاحة ولا أقبلها بأي حال من الأحوال يا أتماكا. ولكن لنضع في الاعتبار ملاحظة ربما رأيتها معي: المسلم دائما ينظر للقبطي نظرة دونية. هذا الأمر لمسته مرة تلو المرة. لا أقول إن كل المسلمين هم هكذا ولكن عامة في مصر بالذات الجو ملوث لهذه الدرجة. أصحابي المسلمين السعوديين مثلا ليسوا بهذا القدر من التطرف أو الإقصاء. أنا حزين لما وصلت إليه الأحوال في مصر. وطبعا تحدثت من واقع خبرتي كمصري عاش في مصر ولمست هذه الروح في كل مكان. في الأردن مثلا، كنت أعرف قسيس اسمه القس أرجوان. جميع بناته متزوجات من مسلمين. عندما سمعت هذا الخبر فرحت جدًا من مساحة الاتساع في الأفق والقبول المتبادل بين الطرفين. أذكر أني قابلت أردنية محجبة متزوج من مسيحي وهي محافظة على دينها بدون شك.

في رأيي، الحل ربما يكمن في إزكاء الروح الإنسانية. لكل واحد فينا قناعاته وأراؤه في الدين الآخر ولكن يجب أن نحترم بعضنا البعض كأفراد ونسعى أن نتصدى ضد أنفسنا نحن حتى نتقن فن قبول الناس المختلفين عنا.

شكرًا على تعليقك يا أتماكا وسعيد أن أعرف أنك تقبلني برغم الاختلاف الشديد- ربما- بيننا.

نهارك ورد يا جميل.