على فكرة, الفيديو الكامل لمدير الأمن هنا وهو بالتأكيد أفضل من الجزء المقتطع لأن الجزء الزائد به مايمكن حمله على إنه يتحدث عن البلطجية والمسجلين خطر وليس عموم الناس.
http://www.youtube.com/watch?v=CGDtjk8efOA&feature=related
على كل حال من يعتقد أنه يمكن تطهير جهاز الشرطة فى يوم وليلة أو بفصل بعض قياداته فهو واهم فهذا الجهاز فى معظمه -كما هو الحال مع كثير من أجهزة الدولة- فاسد وإصلاحه يحتاج وقت وخطة طويلة الأمد وهدوء أعصاب وصبر بعيدا عن الفوران الحادث اليوم والرياح الثورية الموسمية التى تهب على المنطقة الأن.
طبعا غنى عن الذكر أن إصلاح التعليم بشكل عام هو نقطة البداية والركيزة الأساسية لإصلاح أى شئ وبالنسبة للشرطة فنقطة البداية تكون من كلية الشرطة وسياستها فى القبول والتعليم وهذا لو تم بشكل سليم وعلمى فما سيحدث هو إزاحة تدريجية للقيادات الفاسدة وإحلالهم بجيل جديد ومتعلم يجيد إستخدام عقله وليس يديه فقط.
أحد العقبات الكبرى فى طريق إصلاح الشرطة هو التمويل لأنه لإصلاح هذا الجهاز فيجب الإستغناء التدريجى عن العنصر البشرى وبالذات العناصر غير المتعلمة -مخبرين وأمناء شرطة إلخ- بالتكنولوجيا متمثلة فى قاعدة بيانات محترمة وأجهزة كومبيوتر وإتصال وكاميرات وسيارات حديثة ومروحيات إلخ.
قد يبدو الأمر حلما باهظ التكاليف لكن بعد ماخسرناه من مليارات بسبب حماقة شوية مخبرين كما فى حادثة خالد سعيد وغيرها بيجعل من الأمر ضرورة أمن قومى لأن تصرف بيتصرفه مخبر جاهل أو صول معفن ممكن يولع فى البلد وهو مالانستطيع تحمله بعد اليوم وبمناسبة التمويل فمما لايعرفه الكثيرون أن الشرطة فى أمريكا فى كل مدينة بتقوم بإرسال خطابات لساكنى كل مدينة للتبرع لها بمبالغ تبدأ من 25 دولار وأنت طالع وهذا أحد المصادر المهمة لتمويل الشرطة محليا وتستخدم تلك الأموال فى تحديث الخدمات الأمنية ومايتقاضاه أفراد الأمن من أموال وطبعا هذا بيساهم فى رفع مستوى معيشة أفراد الأمن بشكل يجعلهم يبتعدون عن مسألة الرشاوى والإكراميات والأتاوات غير القانونية وهو الشئ الذى يؤدى إلى إن فرد الأمن بيبقى عنده كرامة وعينه مش مكسورة أمام أحد ومنشغل بتطبيق القانون وليس التربح من وراء وظيفته وبالتالى يؤدى ذلك لتحسين العلاقة بين الشرطة والمواطن الصالح أما المواطن الطالح وإبن القحبة فيطلع دين أمه بالقانون برضه.
هناك أيضا مسألة مهمة وهى الإرتباط العضوى بين الشرطة والبلطجية والمسجلين خطر. ظابط الشرطة فى مصر لضعف إمكانياته بيضطر للجوء لهؤلاء لحل كثير من القضايا والجرائم وبمرور الوقت بيحدث بينهم عشرة وعيش وملح وزى ماإحنا عارفين العشرة متهونش غير على إبن الحرام ولتفكيك تلك العلاقة العضوية الأثمة فلابد إن المواطن الصالح نفسه يتحول تطوعيا إلى مخبر ويسارع بالإتصال بالشرطة فى حالة رؤيته لأى جريمة أو مخالفة للقانون. هذا الأمر بيتم فى أمريكا عن طريق مايعرف بال crime watch أو ال neighborhood watch وهى فى عجالة سريعة مواطنين مدنيين من كل حى على إتصال دائم بالشرطة لإبلاغهم بأى شئ مريب أو يدعو للشك فى أحيائهم وهذا النظام ممكن تمصيره وتطبيقه فى مصر.