{myadvertisements[zone_1]}
 
تقييم الموضوع:
  • 1 صوت - 1 بمعدل
  • 1
  • 2
  • 3
  • 4
  • 5
الديمقراطيه واتفاقها مع روح الاسلام(بقلم الشيخ يوسف القرضاوي)
فارس اللواء مبتعد
باحث عن أصل المعارف
*****

المشاركات: 3,243
الانضمام: Dec 2010
مشاركة: #19
الرد على: الديمقراطيه واتفاقها مع روح الاسلام(بقلم الشيخ يوسف القرضاوي)
الإخوه الكرام حياكم الله

أردنا أن نحل محل النزاع والذي أراه في شكل الفصل بين الدوله والدين وهل يشمل الحياه العامه أم لا، وإذا شمل الحياه العامه ما هي السلبيات وما هي الإيجابيات؟
سنعرض وجهة نظر لنتدراسها سويا نرجو الرد عليها وتوضيح مدي صوابها وبعدها سنعود لنرد علي مشاركاتكم.

الفكره هي فكرة الدكتور عبدالوهاب المسيري رحمه الله

فى ورقته ذكر الدكتور المسيرى أن تعريف العلمانية بأنها فصل للدين عن الدولة هو تعريف قاصر و ساذج ،لأنه يحصر العلمنة فى قطاع ما يسمى "بالحياة العامة " و فى المجالات السياسية والإقتصادية و حسب،و كأن حياة الإنسان الخاصة وأحلامه و أسلوب حياته تظل بمعزل عن عمليات العلمنة.لكن من المعروف لدى الجميع أن مؤسسات الدولة و صناعات الترفيه و اللذة فى المجتمعات الحديثة قد تغلغلت فى حياة الإنسان الخاصة ،ووصلت إلى أعماقه و لاوعيه ، و أصبحت تؤثر على رغباته و أحلامه و شهواته و رؤيته لذاته ، بشكل ليس له نظير فى التاريخ ، و من ثم ، فنحن فى حاجة إلى نموذج أكثر تفسيرية و تركيبية للعلمانية ، يتجنب تسطيح الأطروحات الشائعة.


و قد عرف العلمانية بأنها فصل كل المطلقات الأخلاقية و المعرفية والإنسانية عن الدنيا ،بحيث تصبح كل الأمور نسبية . و التعبير الفلسفى لذلك هو : أن العلمانية تعنى أن العالم مكتف بذاته ، و أنه يحوى داخله كل ما هو ضرورى لإدراكه و الإفادة منه ، و أن عقل الإنسان قادرعلى فهم كامل للطبيعة ، و على تحقيق السيطرة التامة عليها . و هو قادر وحده على إدارة العالم و تأسيس نظمه المعرفية و الأخلاقية ، و ليس بحاجة إلى أى شئ آخر خارج النظام الطبيعى المادى . و فى هذه الحالة تصبح مرجعية الإنسان كامنة فى ذاته.

لذلك بدأ المشروع العلمانى بالنزعة الإنسانية (الهيومانية) التى تضع الإنسان فى مركز الكون . و هذه االأطروحة تؤدى إلى نتيجتين:

أولاهما ، اختزال الإنسان و رده إلى القوانين المادية الطبيعية . ففى إطار المرجعية الكامنة ،يصبح الإنسان جزءاً من الطبيعة و المادة ، لا يتجاوزهما.بحيث إن ما يسرى على الطبيعة يسرى عليه ، مما يعنى عملياً فقدانه لمركزيته و انسانيته ، و نزع القداسة عنه تماماً.

النتيجة الثانية ، أن الهيومانية الغربية حين وضعت الإنسان فى مركز الكون ، فـإنها فصلته عملياً عن أى مطلقات أخلاقية أو انسانية . و عملياً فإنها وضعت الإنسان الأبيض فى مركز الكون.

و بدلاً من غزو الطبيعة لصالح الإنسان ، اتجهت الممارسة إلى غزو الطبيعة و بقية شعوب الأرض لصالح الإنسان الغربى . و هو أمر غير مستغرب ، إذ ليس هناك ما يلزم الإنسان الطبيعى ـ مرجعيته ذاته ـ بأن يؤمن بمطلقات مثل الإنسانية جمعاء . و ماذا فى قوانين الطبيعة يلزمه بأن يتجاوز مصلحته الخاصة الضيقة ، و ألا يحول الآخر بدوره إلى مادة "تستعمل" لصالحه؟ !

خلصت الورقة إلى أنه إذا كانت العلمانية هى النظرية ، فإن "الإمبريالية " كانت نموذج الممارسة ،التى أخذت شكلين :

ــ شكل الدولة العلمانية القوية التى رشدت الإنسان الغربى و أسلوب حياته ( فى إطار المرجعية المادية الكامنة فيه ) ، و حولته إلى مادة نافعة للدولة .

ــ حشدت تلك الدولة الرشيدة الطاقات الإمبريالية لـلإنسان الغربى ، و جيشت الجيوش و قامت بغزو العالم ، و حولته إلى مادة نافعة توظف لصالح الإنسان الغربى .

من هذه الزاوية ، اعتبر الدكتور المسيرى النازية إحدى التجليات البارزة فى تاريخ العلمانية الغربية .

فالمجتمع النازى هو الذى قام بتحويل الجميع إلى وسائل ، فى إطارالنفعية العقلانية المادية .و لم يتردد فى إبادة كل العناصر غير النافعة من أمثال المعاقين و العجزة و الغجر و اليهود و جرحى الطعام الذين صُنفوا على أنهم مستهلكون للطعام و غير منتجين .

المشروع الصهيونى اعتبره تجلياً آخر ، لذات الرؤية النفعية المادية ، إذ هو مشروع قام على تحويل فائض أوروبا البشرى اليهودى غير النافع ، إلى عنصر نافع ، عن طريق نقله إلى فلسطين ، حيث يتحول إلى عنصر استيطانى نافع يقوم على خدمة الحضارة الغربية (مركز الكون فى المنظومة العلمانية الإمبريالية ).

و فى هذه الحالة فلا بأس من نقل العرب من فلسطين باعتبارهم عنصراً غير نافع للحضارة الغربية .(انتهي)
02-28-2011, 12:17 PM
زيارة موقع العضو عرض جميع مشاركات هذا العضو إقتباس هذه الرسالة في الرد
{myadvertisements[zone_3]}


الردود في هذا الموضوع
الرد على: الديمقراطيه واتفاقها مع روح الاسلام(بقلم الشيخ يوسف القرضاوي) - بواسطة فارس اللواء - 02-28-2011, 12:17 PM

المواضيع المحتمل أن تكون متشابهة…
الموضوع الكاتب الردود المشاهدات آخر رد
  الازمات وفن صناعتها - بقلم الكاتب / طارق فايز العجاوى طارق فايز العجاوى 2 980 11-12-2012, 08:15 AM
آخر رد: طارق فايز العجاوى
  الحرب السورية التركية ..الدفرسوار في الشمال... بقلم نارام سرجون‏ فارس اللواء 2 1,166 11-02-2012, 02:17 PM
آخر رد: فارس اللواء
  فقه الثورة وفقه العنف والجريمة ..لحظة داروينية في ربيع العرب بقلم: نارام سرجون فارس اللواء 0 677 09-06-2012, 12:41 PM
آخر رد: فارس اللواء
  الهرولة على المنحدر السوري .. آلام المخاض وقانون الجاذبية/ بقلم: نارام سرجون فارس اللواء 9 2,186 08-20-2012, 11:58 AM
آخر رد: فارس اللواء
  تعمد الخلط بين القومية والليبرالية ( فكرة صهيونية بحتة ) - بقلم الكاتب / طارق فايز ال طارق فايز العجاوى 0 652 06-19-2012, 06:46 PM
آخر رد: طارق فايز العجاوى

الانتقال السريع للمنتدى:


يتصفح هذا الموضوع من الأعضاء الان: بالاضافة الى ( 7 ) زائر
{myadvertisements[zone_2]}
إتصل بنا | نادي الفكر العربي | العودة للأعلى | | الوضع البسيط (الأرشيف) | خلاصات التغذية RSS