الاخ فارس اللواء
في البدء كان الموضوع عن " الديمقراطية واتفاقها مع روح الاسلام"، ولكنك لم تتمكن من تقديم حجة تثبت ذلك بالذات لان الطرح يعمل للتسويق لفكرة تؤسس وتشرع انتهاك روح الديمقراطية عندما يصبح الاسلام كدين هو إطار الديمقراطية ومصدر تشريعها ولايتوقف عن " مقارنة" بين روحه والديمقراطية . بل ان الموضوع ليس بصدد اعطاء دفعة للديمقراطية من خلال ربط الديمقراطية بالوعي الاسلامي السائد وانما يهدف الى الاستيلاء على الديمقراطية وتلبيسها ثوب الاسلام والالتفاف على االنهوض الشعبي من داخله.

في هذا السياق يصبح مفهوما اسباب الانتقال فجأة من جوهر الموضوع الى الهجوم على العلمانية وكانها قضية الموضوع، في ذلك يجري فرض تعريف المسيري عليها وإغراقها بالفلسفة ليسهل الطعن فيها، بالذات بسبب الفشل في تسويق فكرة الموضوع الاساسية مما استدعى الحاجة الى حرف الموضوع تماما.

ولنفترض ان قرارات المسيري بشأن العلمانية صحيحة، فهل يحق لنا ان نقيس على منهجه وننظر الى ماانتجه الفكر الاسلامي عبر عصوره لندين به الاسلام من خلاله، ام ان مايجوز للمسيري لايجوز للاخرين؟
مارأيك بدولة الوهابيين السعودية التي يتماثل فكرها مع الفكر الفاشي من حيث الجوهر، من هو المسؤول عن ظهور هذا الفكر؟
مارأيك بتيارات من الفكر الشيعي التي تفرق بين العامة والخاصة، وتميز في حقوق المواطنة؟ (مع العلم ان التمييز في حقوق المواطنة على اساس المذهب والدين والجنس يشمل عمليا جميع التيارات الاسلامية السياسية على إطلاقها)
فماهو مصدر التمييز والانتهاكات في التطبيقات الاسلامية اذن؟ وبأي شكل تختلف دولة الشريعة من نمط السعودية عن الدولة السوفياتية او الهتلرية؟
ولماذا لم يتمكن الاسلام ان يكون صمام امان، على الرغم الوهيته التي يجب ان تستبق الحدث وتعطيه افضلية بالمقارنة مع الافكار الوضعية، ولكن لانجد اية افضلية..