

عطا كان يرتل آيات من القرآن أثناء إنتهائنا من ترتيب الصندوق .. ويتمتم لخاله محلفا إياه بهمسات ملؤها الرعب بأن لا يخبر والده بما يجري هنا ....
أنا لست مضطرا لأثبت لكم فساد الشرطة التي تلمهم متى شائت من الشارع بشتى أنواع السرعة والإرهاب والضرب. وتفلتهم متى شائت ليحين موعد الحصاد لاحقا..
أنا لست مضطرا لأثبت كم هي وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على أقل مستويات المسؤولية تجاه هكذا ظاهرة باتت جزءا من شوارعنا وتمادت لتطال أطفالا مازالو في رياض الأطفال.. وتجاه ظواهر أخرى كثيرة وأمثلة كثيرة تحصد الحزن من رفاق عطا.
أنا لست مضطرا لأثبت مدى العلاقة الوثيقة بين وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل وبين القيادات العليا التي تحميها وتطبطب على وزارتها .
لست مضطرا لأخبركم أن هذه العلاقة باتت حاجزا لا يقهر أمام أي شكوى على تلك الوزيرة فقد باتت مباركة من عند الرب.
لست مضطرا لأسرد أمثال هذه العلاقات الناجحة بين مسؤلين من الدرجة الأولى والرفيعة وبين القيادات العليا .. .
إذا بدأنا نلاحق من وراء دموع عطا على رصيف الشعلان في أهم مراكز المدينة سيتنهي بنا المطاف برؤووس كبيرة جدا لدرجة أنه بات من الصعب تحطيمها وانتشال سرطانها من عروق بلدنا سوريا وأنا على قدر المسؤولية بكلامي هذا الذي أؤمن بأنه سيلقى صدى في عقولكم وقلوبكم ....
أنا لست هنا لأعلن ثورة من أجل عطا رغم أن عطا يستحق ثورة .. ولكن أنا هنا من أجل حماية عطا ورفاق عطا ومحاسبة كل من سولت له نفسه تسهيل مثل هكذا حادث على أعين الناس جميعا من شرطة وأهالي وسياح أجانب.
عطا في دولة أوروبية قادر على أن يسقط حكومة كاملة ....
أنا هنا أطالب بإقالة وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل التي باتت عبئا على أنفاسنا لأن عطا حادث يومي في شوارع بلدنا ..
أطالب بإحالة كامل عناصر قسم عرنوس من رئيس المخفر إلى المجند إحالتهم إلى التحقيق والمساءلة .
عطا حادث من حوادث لا تعد ولاتحصى تتكرر كل يوم وفي كل شارع تتناقض وكل المبادئ وكل الشعارات الطنانة التي نسمعها كل يوم من هذا الوزير وذاك و التي لا تمت بأرض الواقع بصلة .. يتناقض مع كل معايير الانسانية .. أين التعليم الالزامي والمجاني يا مسؤوولين ويا بائعي الكلام ويا قيادة ؟؟؟ أين دور الإرشاد والتوجيه أم هي فقط في كتب وتعاليم الحزب فقط لا تملك حول ولاقوة لتخرج من الصفحات إلى الشارع ؟؟؟
لو كان السيناريو بدون شرطة فاسدة في تلك المنطقة .. ماذا كانت ستفعل الشرطة ؟؟ لا شي !!! ستودعه في سجن الأحداث الذي يخرج مجرمي اليوم والغد ..
المشكلة أكبر من تسول وأكبر من فساد شرطة وأكبر من قانون على الحائط ..
في سوريا ليس لديك فرصة بتحقيق أي شيء كمواطن عادي عندما تقوم بالتوجه لأقرب مخفر شرطة من أجل ذاك الطفل الذي أمضى عاما من أعوامه الستة في ذاك الشارع الذي شهد عدة اعتقالات لأولئك الأطفال المتشردين .. إذا ماذا علينا أن نفعل ؟؟؟؟ ؟؟
ببساطة وبدون أي مبالغة ..إذا نحن في دوامة لا تنتهي إلا بانتهاء أكبر أسباب الفساد والضياع للبلد ..
دمشق في 27\02\2011
أحمد ناجي