RE: حكم الاعدام في الديانة المحمدية
اما عن المرتد فلم اجد حديثا عند البخاري الا ( من بدل دينه فاقتلوه). و الحديث كما هو واضح مرسل للعموم, مما يعني انه اذا بدل النصراني دينه فاقتلوه و هو ما لا يتفق مع مبدا الرسالة المحمدية من حيث الدعوة الى الاسلام, لذلك وجب علينا ان نفهم الحديث على انه اذا بدل المسلم دينه فاقتلوه! الافضل من ذلك ان المسلمين يعتبرون ان كل انسان, كائنا ما كان, يولد على الفطرة, يعنى كالاخ عنيف على الفطرة, يعني هم يعتقدون انه يولد مسلما و من ثم يهوده ابواه ان كانا يهوديين, او ينصرانه اذا كانا نصرانيين و بالتالي فقد ارتد عن دين الاسلام و اصبح في عداد المحكوم عليهم بالاعدام بمجرد بلوغه الحلم و يجب على المسلمين اهدار دمه متى استطاعوا الى ذلك سبيلا!!
هذا يعني ان الناس جميعا ما عدا المسلمين محكومون بالاعدام طبقا للشريعة الاسلامية!! حتى المسلمون فهم في خلاف كبير فيما بينهم, فالشيعي يكفر السني و الحنفي يكفر الوهابي و الوهابي يكفر الجميع, زد الى ذلك ما اتانا به ائمة الزمان الاخير من الزرقاوي عليه السلام و اتباعه الى الحبشي صلى الله عليه و سلم و اتباعه و هلم جرا ممن يرون ان ابا حنيفة و ابن حنبل قصرا كثيرا في بلوغ مرامي الشريعة الاسلامية لذلك فقد نذروا انفسهم لرد المسلمين الضالين الى جادة الصواب!
لا اريد ان اخوض اكثر في الحديث عن الخلافات بين المحمديين انما اريد ان اقول ان مفهوم الردة عندهم لا يزال شديد الغموض فلا نعلم حتى اليوم من هو المرتد في المفهوم المحمدي, فخليفته الاول ابو بكر قاتل قبائل من المسلمين (بني طيء و اسد و غطفان) منعوا الزكاة فقط و ذلك طبقا لتفسيرهم ان آية الزكاة انما كانت مختصة بالرسول دون غيره و كان ذلك الخلاف في التفسير سببا في الفتك بمئات المسلمين لان ابا بكر اعتبرهم مرتدين, فهل من يمنع الزكاة عن دار الفتوى يعتبر مرتدا؟ فما هو حال من يؤديها مباشرة الى المحتاجين من اهله و جيرانه و اليتامى و المساكين و ابن السبيل؟ البعض الآخر يرى ان من ترك الصلاة مرتد , و البعض الآخر يذهب في ايضاح امر ترك الصلاة الى ان من تركها عقيدة فقد كفر اما من تركها اداءا فهو عاص! ارايتم الوضوح في الامر! فبعض المسلمين اليوم يعرف ان كان تارك الصلاة قد تركها عقيدة او اداءا فحسب! يعني ان بعض المسلمين اليوم يلعب دور الله! على كل حال لا تبين لنا التفاسير الية الحكم على المرتد, فلا شهود هنالك و لا من يحزنون, و لا حاكم و لا مدع عام و لا شهود دفاع و لا حتى دفاع من اصله فكيف يطبق المسلمون ذلك الحد؟ اكثر من ذلك ما هو حال المسلم اذا ترك الاديان كلها و آمن بالله فقط؟ هل هو كافر ام مؤمن؟ و هل يهدر دم انسان يقول ربي الله؟ ام انه يجب عليه حصرا ان يؤمن بالله المحمدي؟ فان ترك محمدا كفر؟ هل ان من يقول اسلمت وجهي لرب العالمين مسلم ام لا؟ ام هل يجب عليه ان يؤمن بمحمد لكي يكون مسلما؟ و هل الايمان بمحمد اهم من الايمان بالله؟ لا يزال المحمديون اليوم في تخبط هائل في هذه المسائل, و كل ذلك لانهم تركوا البحث عن الحقيقة و رفضوا النقد الموضوعي لمعتقدات بالية تقدس بشرا خطائين لا يفرقون عن غيرهم في شيء الا انهم كانوا اصحاب مصلحة مع محمد, فمن من اهل السنة يقول ان ابا بكر او عمرا قد اخطأا في امر ما؟ بل انهم يدعون ان محمدا قد اخطا في بعض المواقف و صحح له عمر و من ثم جاءت مواقف الله مؤيدة لمواقف عمر! لله درك يا ابن الخطاب! و من من اهل الشيعة يقول ان عليا او الحسين قد اخطأا؟ بل انهم يذهبون ابعد من ذلك فيعصمون مجموعة كبيرة من الائمة من الخطأ!!
عندما اقول كن حرا فاني لا اطلب ممن اخاطبه ان يكون ملحدا, فالكاتب الكبير زكريا اوزون يعتبر نفسه مسلما, و لكنه على تمام القناعة ان اسلامه هذا انما هو ايمان محض و هو لا يزايد على احد بان العلم و الاسلام واحد. اكثر من ذلك فهو لا يمانع في نقد الآثار و المآثر الاسلامية بشكل موضوعي ابدا كما انه يطالب بالعودة الى مفاهيم الاسلام الاولى البسيطة التي تبتعد كل البعد عن التخاريف المتداولة حديثا بين المسلمين. عندما اقول كن حرا انما اعني كن مستنيرا واعيا منطقيا و لا تقتنع بما هو ليس عقلانيا, اما اذا اردت ان تؤمن بما هو ليس من العقل في شيء فلا تجادل فيه احدا لانك ستكون الخاسر في ميزان العقل لا محال! اكثر من ذلك اقول اني التقي مع المحمديين في قضية الاكراه في الدين, فانا من اشد المؤيدين لمبدا لا اكراه في المعتقد و كل انسان حر في اختيار عقيدته فكيف يوفق المحمديون بين لا اكراه في الدين و مفهوم الردة؟ اليس المسلم مخيرا في دينه؟
اعود الى اقامة الحد و كيفية المحاكمة في الاسلام طبقا للبخاري.
(عن انس بن مالك قال كنت عند النبي فجاءه رجل فقال يا رسول الله اني اصبت حدا فاقمه علي قال و لم يساله عنه قال و حضرت الصلاة فصلى مع النبي فلما قضى النبي الصلاة قام اليه الرجل فقال يا رسول الله اني اصبت حدا فاقم في كتاب الله قال اليس قد صليت معنا؟ قال نعم قال فان الله قد غفر لك ذنبك او قال حدك.)
اعجبني الحديث و افهم منه الآتي:
1-وجوب التمهل في الاستفسار عن ما اوجب الحد لان الرسول لم يبادر بالسؤال عنه, اكثر من ذلك فقد حاول محمد و طبقا لكل الاحاديث ان يجد الاسباب التخفيفية للجناة و هذه النظرة الانسانية هي ما يفتقده محمديو اليوم فهم يتوعدون القاصي و الداني بالويل و الثبور و عظائم الامور و يقتلون امام عدسات الكاميرا و يقومون باعمال لا يقبل بها عرف انساني ابدا.
2-يتبين من هذا الحديث ان المحمدية سمحة متسامحة حتى اكثر من النصرانية, فلكي يغفر ذنبك هناك يجب عليك ان تعترف بما قمت بالتفصيل امام الكاهن ليصار بعدها الى غفران ذنبك, اما هنا فليس ثمة داع لان تعترف بما اقترفت و يكفي ان تصلي مع الجماعة ليغفر ذنبك او حدك!
3-يبدو ان محمدا قد شرع مبدا عاما في الاسلام لانه افتى بغفران الذنب او الحد بعد تفكير ليس بالطويل اثناء الصلاة دون انتظار امين الوحي ليبين له الناموس الذي يجب اتباعه في مثل هذا الحال مما يعني ان ذلك قناعة عامة مدروسة و لا تتعلق بهذا الموقف فقط, مما يعني ان المسلم اذا اخطا فصلاته مع الجماعة هي خير حل ليغفر الله له! و هذا المبدا يتوافق مع ما يؤكد ان الكتمان و التوبة افضل بكثير من وجهة النظر الاسلامية من الفضيحة و اعلان المعاصي و الاحاديث في ذلك كثيرة.
الى هنا اريد ان اتوقف متسائلا و بكل الصدق الممكن: من من الاخوة المحمديين يستطيع ان يفهمني من هو المرتد؟ لا تقبلوا بمسلمات ورثتموها عن ابائكم و اجدادكم فتكونوا كما كان العرب في الجاهلية, كونوا احرارا!
|