وملحوظه اخري صديقي العزيز :

بخصوص ما ذكرته عن زكريا اوزون فهناك الكثير من المفكرين العرب المعاصرين ممن مروا بنفس التجربه ,
فعندك طه حسين ونصر حامد ابو زيد ومحمد اركون وعابد الجابري ومصطفي محمود وزكي نجيب محمود الخ
هولاء تقريبا بدأوا رحلتهم بنقد التراث (حواشي التاريخ الاسلامي) ثم تطور بهم الامر لنقد الاسلام نفسه من جذوره القرأنيه
ولذلك حدثت المواجهه بينهم وبين النص مباشرتا او صدموا بأنهم امام نصوص وضعيه تاريخيه وليس مقدسه غيبيه كما تخيلوا
وده كان في قمة طروحاتهم العقلانيه النقديه التي ابانت لهم عن عمق التراكمات حول الاسطوره والنشأه التاريخيه المرحليه للدين
طبعا ردة الفعل من سدنة الدين وتأليبهم الرأي العام (المغيب ومحدود الثقافه في اكثريته) حول كتابات هولاء المفكرين العقلانيه
طبعا اغلبنا يعلم الحملات المسعوره التي طالتهم من تكفير واحكام حسبه وتفريق الزوج عن زوجه ومطاردة بعضهم بغية القتل الخ
الغريب بقي في الامر هو ارتداد هولاء او معظمهم الي ما يسمي حظيرة الايمان والتسليم بالدين بكل ما يحمله تراكمات منافيه للعقل
طبعا قد يكون العذر لهولاء انهم خافوا من حملات التشهير المجنونه وكلاب الدين المسعوره التي ستستمر في ملاحقتهم لو ظلوا
علي مواقفهم العقلانيه في مقالاتهم وكتبهم , لذا اداروا الدفه للعوده لشاطيء الامان الديني والغيبوبه الايمانيه التي تضمن السلامه
وده يخلينا نعرف احد اهم ركائز مشكلتنا في العالم العربي وهي ان المثقفين في كثير منهم خانوا القضيه (قضية التنوير والحداثه)
وحملهم الجبن والخوف والبطش والقهر الي التقهقر للخلف الي كهوف السلف الدينيه وخضوعا لنظريه الارهاب الفكري (اسلم تسلم)
أزمه كبيره ومشكله عويصه يا صديقي وبئر عميق لا قرار له ونفق لا يلوح ضوء منه في القريب العاجل للاسف الشديد ,,,
لكن يظل الامل برغم ذلك ولابد ان تصحوا هذه المجتمعات وتنفض عنها الاوهام وتكسر القيود وتمسك بزمام مصيرها مره وللابد ..