شخصيا اخشى أن نكتشف قريبا أن الشعب السوري هو من أتقن اللعبة!! اذ لا يريد "ثورة" بلا راس و قد تنتهي كزوبعة في فنجان و تدرك لاحقا أن الحرامي الذي أخرجته من الباب عاد من الشباك .. هذا ان كان قد خرج أصلا .. الشعب السوري يفتقد القيادة الثورية و النظرية الثورية و موقفه وليد شرعي لواقعه و يبدو أنه يدرك أن المعضلة ليست محلية فقط كما شبه للبعض. فالمعضلة عابرة للحدود و القارات و القوميات و تتمثل في نظام عالمي بحاله لا يملك اي شعب "منفردا" تغييرا له. أمريكا وراء الباب أمريكا .. (على راي "محمود درويش" جل و علا) و ليس مبارك وحده و لا بن علي وحده ولا صدام وحده و لا الله وحده.

لا أرى في المسألة تفاؤلا أو تشاؤما أو انفعالا بل هي خريطة يراها كل من يريد رؤيتها. و اسألوا البيت الأبيض الذي سواء تفاجأ كما ادعى أم لم يتفاجأ الا ان مقود الأحداث بيده حتى الآن مهما حصل في الأطراف التابعة المتخلفة المتفرقة المتصارعة . و ليس من فراغ أنه حتى الجموع الثائرة في ميدان التحرير ناشدت "أمريكا" بدعم موقفها! طار النظام البعثي الرجعي الدموي الصدامي في العراق فهل سار الحال في العراق الى الأفضل ملليمترا واحدا؟ أم أنه اليوم يشتعل بالمظاهرات مثله مثل غيره؟
ليت الاشكال في الأنظمة وحدها ... و الا لكان من يصحو باكرا يصبح الرئيس كما قيل عن الشعب السوري و كثرة انقلاباته السياسية قبل الحقبة البعثية.