صراحة يا هالة ..وهاكون صريحة معك جدا ..بفترة سفري وهي الفترة التي بدأت اتخلص فيها شوية شوية من العقد اللي اكتسبتها في مجتمعنا العربي ..بفترتها ..لما كنت اقرا لك ..كنت اقول لنفسي ..اييه هاذي هالة متحررة على الاخير..وانا مستحيل اكون مثلها ..وكأنه من المعيب ان اكون مثلك "كانت رواسب العقد ما زالت في داخلي" ..وشيء ما داخلي يقول لي ..يا نضال انتي اللي صح ..وغيرك من البنات كله خطأ .. وانا اتكلم هنا ع كل الجوانب السياسية منها والثقافية والاجتماعية الخ ..الخوف من التغيير كان يملأني ..الخوف ان اكون 100 % مختلفة وان اعود لاهلي مختلفة كان يرهبني ..ولا تنسي انه المجموعة التي سافرت معها من العرب ..اذا ناقشتهم بفكرة تخالف تقاليدهم البالية ..كانوا ينظرون الي بنظرة مخيفة وكأنني غول من الغيلان ..وانني اذا لم اغير فكري ليصبح مثلهم ..فسيعتزلوني وهذا ما حدث في النهاية .

المهم .. لما رجعت للبلاد ..لم استطع التكيف هنا ..تفكير الصبايا مختلف عن تفكيري ..فمنهم من يشكل الزواج 99.5 % من تفكيرهم ..ومنهم من تفكيرهم هو تفكير فتاة بنت 14 سنة ..مراهقة يعني ..ولا زالت اكيد بعض الرواسب القديمة في داخلي ..وبعدها ..لما كنت اعود للارشيف واقرأ مشاركاتك ..لننتهي بمشاركتك هنا ..اصبحت اتكيف مع قراءة مشاركاتك اكثر لاصل لنتيجة انه كلامك كله من ذهب ..وبتوصفي حالة الفتاة العربية بدقة متناهية ..اكتشفت انه كلمة "متحرر" لا عيب ولا حرام كما يحاول المجتمع توصيفها لنا ..اكتشفت انه يجب ان اضع كلمة "طز" كبيرة جدا لاي شخص او امراة حمقاء تحاول الحكم علي من مظهري او افكاري ..اكتشفت انه لا بأس ان تكوني 100 بالمية مختلفة عن الاخرين ولو بمجرد الاحساس ..انا فعلا كالسلحفاة ..احاول التخلص من رواسب المجتمع ببطء شديد ..لكنني قد اصل للهدف قبل الارنب ..انا سعيدة لانني استطعت تغيير افكاري السياسية مثلا 180 درجة ..المهم ..انت رائعة يا هالة بكل ما فيكي وبكل ما تكتبيه من افكار ..وتعلمت الكثير منك هنا ..انا مليت من الضياع ..فلا انا اجد نفسي في خانة التدين ..ولا اجد نفسي في خانة خلينا نقول "الصياعة" ..بل انا اصوم واصلي ..وكذلك متحررة ولا اخاف ان اقول هذه الكلمة بعد الان. فانا متحررة بافكاري ولن ابقى سجينة تقاليد الاخرين ..والله لو قالت كل فتاة كلمة "انا حرة " شيء ما سيتغير داخلها ... لا ادري لم احببت كتابة هذا الان ..ربما لانني وانا امشي اليوم كنت اردد في نفسي ..يا سلام لو كانت هالة بجانبي الان كي اتعلم منها اكثر ..

شكرا يا هالة على كل شيء . واستمري بالكتابة ..لانه انا من الكثيرين الذين يقرؤون لك دون ان تدري .