آخ بس ,, الدين - في نسخه الإبراهيمية على الأقل - يتشكل من منظومة هلامية, لا تقدر أن تمسك لها بطرف .. وما يميز الإسلام عن إخوته في الكفاح ضد الإنسانية, هو امتلاكه لآلية ذاتية بنت شرموطة تمكنه من إعادة إنتاج نفسه في صور متجددة وأشكال متنوعة تتوائم مع البيئة التي بذر فيها, تقولش فيروس وبائي حاد نزل علينا في حين غرة ... ما علينا؛

التجربة الوحيدة الماثلة أمامنا الآن, والناجحة في عزل الدين وحصره في الزاوية وإجباره على التقوقع على نفسه, هي التجربة الأوروبية في نبذها للمسيحية بشكل كبير .. تلك العملية الجارحية التطهيرية تمت خلال مراحل طويلة من النهضة إلى التنوير إلى العلم وحتى وصلنا إلى هذا العصر الزفت الذي نعيشه الآن .. أهم العوامل التي ساعدت على هذا النجاح؛ هي أنها تمت من الداخل إلى الخارج, ومن القاعدة إلى القمة, مطيحة في طريقها بكل الرواسب العالقة في حياة الناس عن الإله وعياله وحريمه والحاشية المحيطة به ..

في الإسلام جرت مؤخراً محاولات مشابهة, ولكنها ضعيفة وغير قادرة على الوقوف, كما أن أهدافها مبتذلة ولن تخرج بالشيء الكثير, فلن يعاد اختراع العجلة من جديد, ومن العبث انتظار تلك المراحل الزمنية الطويلة لنخرج بنسخ لايت إسلامية .. في عصر كهذا الذي نعيشه يمكن أن نقول بأن المراهنة الحقيقة يجب أن تكون على التعليم, فهو الوحيد القادر على إخراج أجيال قادرة على التفكير المنطقي .. أما الآجيال الحالية فأظن أنها باتت خارج دائرة الإستهداف ...