(03-07-2011, 07:53 PM)أندروبوف كتب: (03-07-2011, 07:30 PM)neutral كتب: هناك إتجاه بدأ يظهر بعد سقوط نظام مبارك يقول بأن الأخوان أمر واقع علينا التعايش معه وقبوله وهذا منزلق خطير ومن الممكن أن يؤدى بنا إلى كارثة.
هل يمكن لهذا الاتجاه تقليم أظافر (أو مخالب) الإخوان لدفعهم لتبني خيارات أكثر أعتدالاً و انفتاحاً .؟
لا ننسى أن الإخوان مع كل سيئاتهم سيظهرون كالحمائم بالمقارنة مع بقية جوارح الطيف الإسلامي المتوحشة .
تجربة العدالة و التنمية كمثال .
كنت قد وضعت فيلما وثائقيا بعنوان Revolution in Cairo من إنتاج PBS وفى هذا الفيلم جزء خاص بالأخوان. فى هذا الفيلم لقطة لأحد نشطاء الأخوان مع صحفى أمريكى وأثناء سيرهم بميدان التحرير رفع شاب أخوانى أخر المصحف وردد شعارات دينية فما كان من الأخوانى الأول إلا أن أتجه ناحيته وطلب منه عدم إظهار المصحف وأعطاه علما ليرفعه وهذا المشهد يلخص تكتيك الأخوان فى تلك المرحلة وهو عدم لفت الإنتباه وأن يلبدوا فى الدرة إنتظارا للحظة المناسبة للقفز على السلطة.
من وجهة نظرى الشخصية إذا أراد شخص التعرف على الفكر الحقيقى للأخوان فكل ماعليه فعله هو العودة لأعداد مجلة الدعوة التى كانت تصدر فى منتصف السبعينات وحتى قبل إغتيال السادات بقليل- بالمناسبة أخر عدد من تلك المجلة قبل إغلاقها كان يحمل عنوان "المسلمون يذبحون فى الزاوية الحمرا" أو شئ من هذا القبيل- وميزة تلك المجلة أنها كانت تصدر فى وقت به مساحة جيدة من الحرية لتيار الإسلام السياسى وبيتكلموا براحتهم بدون محاذير وخطوط حمراء.
المجلة تبدأ بإفتتاحية لعمر التلمسانى وهى خليط من البروباجندا والتحريض والغوغائية ثم يبدأ الشغل اللى بجد فى شكل أربع صفحات كاملة مخصصة للإفراز الفكرى لنابغة العصر والأوان الأستاذ الشهيد سيد زبه وطبعا غنى عن التعريف من هو سيد زبه! ثم بعد ذلك تبدأ كلاسيكيات الغباوة الإسلامية المتمثلة فى معاداة كل مظاهر المدنية والحضارة كالفنون والموسيقى والسينما والمطالبة بعودة المرأة للمنزل وتطبيق الحدود البدوية الهمجية إلى أخر اللحن الذى تعرفه.
الأخوان من الممكن أن يتغير تكتيكهم ولكن يستحيل تقليم أظافرهم ومخالبهم لأن تلك الغباوة built in ومنبعها الإسلام نفسه.
منذ أيام قليلة كان هناك فقرة فى ال BBC عن الأخوان والسلفيين فى الأسكندرية ومن ضمن من ألتقى بهم كان المدعو صبحى صالح الذى كان عضوا فى اللجنة المنوط بها تعديل الدستور. ماتفوه به الرجل بمثابة فضيحة وكارثة بالنسبة للمعايير الغربية- الرجل قالها بكل صراحة ووضوح أنه يرفض تولى المرأة والمسيحيين منصب رئيس الجمهورية. ماعجز عن فهمه هذا الحيوان فى مطلع القرن الواحد والعشرين أستطاع فهمه واضعى الدستور الأمريكى فى الربع الأخير من القرن الثامن عشر.
الأخوان فى مجملهم وحتى المتعلم منهم هم مجموعة من الأغبياء الجهلة ضيقى الأفق لاأرى أى أمل فيهم والتعامل معهم يجب أن يكون تحت شعار "إما نحن أو هم" أما مسألة القبول بوجودهم كأمر واقع فيجب أن يكون مشابه لقبولنا بالأوبئة والأمراض بمعنى أن نعترف بوجودها ولكن نكافحها ونحاول القضاء عليها لا أن نعقد سلاما معها!
كلمة أخيرة قبل أن أغور فى داهية; هناك حجة دائما مايسوقها البعض كسبب لرفضهم للأخوان وتطبيق الشريعة البدوية وهى حجة وجود أقلية مسيحية بمصر وهى حجة أرى إنها بالإضافة لسخافتها فهى لاتصدر إلا عن جبان يخشى التعبير عما يدور برأسه كما هو ويبحث عن شماعة أو ذريعة يفسر بها رفضه لشريعة البدو. وماذا لو لم يكن هناك مسيحى واحد بمصر? هل سترحب وقتها بالجلد والرجم وقطع الرقاب وبتر الأطراف وحد الردة إلخ ? هناك مليون سبب وسبب يجعل أى إنسان لديه ذرة عقل أن يرفض تلك الهمجية فلاداعى لإستخدام المسيحيين كشماعة وتصويرهم على إنهم من يقفون فى وجه تحقق اليوتوبيا الإسلامية وكن رجلا.