الزملاء .
مبدئيا أعبر عن أسفي لإضطراري شغل المداخلة السابقة بالرد على إنفلات بسام خوري آملآ ألا يعترض طريقي مستقبلآ . في مثل تلك الحالات آثرت دائما التسامح و الإكتفاء بإبلاغ الإدارة التي لا تفعل شيئا غالبا ،و لكني أصبحت أجد أن تلك السياسة ضارة إذا لم تصادف أهلها ، فالحلم في موضع الحسم ضار ، كالحسم في موضع الحلم .
الزميلة المحترمة هالة .
أتمنى أن تكوني بخير بعيدة عن العواصف .
لم أفهم مداخلتك بشكل واضح ، هل ترين أن كل الثورات الشعبية سلبية و ستتحول لفوضى ،لهذا تؤثرين لسوريا السلامة بعيدا عن موجة الحرية التي تفرد أشرعتها في المنطقة العربية و إيران ؟. أم ترين أن سوريا تحديدا لا تحتاج لثورة ؟، أم لا ترين الثورة سوى ثورة الطبقة العاملة بمفهومها الماركسي ؟.
رغم أن إخواننا العرب يرون أن نبطي من أهل السواد أقدر على تدريس أنساب أهل الفلا !. فإني مثل غيري من المصريين لا أحب الخوض في السياسات الداخلية للشعوب العربية ، فعكس زملائنا في نادي الفكر أرى أن أهل روما أدرى بدروبها . و لكني كإستثناء أرى أن ثورة الحرية العربية الآن هي كيان عضوي واحد ، فتونس أشعلت ثورة مصر ،و كلاهما أشعل الثورة في ليبيا و اليمن و ...، أكثر من ذلك أرى أن ثورة الشباب الإيراني ضد حكامهم الملالي ألهمت العرب ، و العرب أيضا يلهمون الإيرانيين . الحرية قضية واحدة للجميع . لهذا أرى أن الحرية في سوريا هي قضية عربية تخصنا جميعا بالقدر نفسه .
سوريا أكثر البلدان العربية حاجة إلى التغيير و إلى الثورة الشعبية ، و أكثرها حاجة إلى تضامن العرب مع شعبها . دعينا ننسى الآن الأدبيات الماركسية ، فالشعوب الآن لا تثور من أجل دكتاتورية البروليتاريا بل تثور عليها من أجل الحرية . الشعب السوري قد يكون أكثر الشعوب إضطهادآ في العالم اليوم ،وهو مضطر للرضوخ لقوة جاهلة طائفية ديكتاتورية ، تتوارث الشعب السوري و تستغله . هناك أرض سورية محتلة منذ1967 أي منذ 44 سنة و لا تجد من يهتم باستردادها !، سوريا لا تعرف الإعلام الحر ولا حرية الرأي ولا الحقوق الأساسية للإنسان . بالرغم من الأغلبية السنية ، فالسوريون مدعون للإصطفاف في مشروع سياسي طائفي شيعي دون أن يستشيرهم أحد ، لمجرد أن حكامهم علويون من الشيعة المتطرفين . سوريا هي أول جمهورية ملكية عربية " جملكية " ، وهي أكثر الأنظمة العربية فسادآ و نهبا للمال العام . النظام الذي يقوده طبيب عيون فاشل يخنق الشعب كله و يمنعه من التنفس ،و الحريات في سوريا هي الأدنى عربيا ربما باستثناء السعودية و إيران . جرائم النظام السوري ليست مقصورة على السوريين ، بل تمتد لتشمل برعايتها اللبنانيين و الفلسطينيين أحيانا . وهي ليست جرائما سياسية فقط بل أيضا جنائية ، كأي مافيا أخرى في العالم .
هل يتصور أحد أن ذلك الوضع سيطول ؟. هذا ضد التاريخ . إن من يتصدي لهؤلاء الطغاة ليس فقط الشعب السوري بل أيضا روح العصر . لست أشك لحظة أن السوريين سيتحررون و سيتحرر شيعة لبنان من قبضة طهران ، بل سيتحرر الإيرانيون أيضا من تلك القبضة الثقيلة الخانقة . إننا لن ننتظر طويلآ فطوفان الحرية لن يفلت أحدآ .