أستاذ بهجت

اقتباس:لم أفهم مداخلتك بشكل واضح ، هل ترين أن كل الثورات الشعبية سلبية و ستتحول لفوضى ،لهذا تؤثرين لسوريا السلامة بعيدا عن موجة الحرية التي تفرد أشرعتها في المنطقة العربية و إيران ؟. أم ترين أن سوريا تحديدا لا تحتاج لثورة ؟، أم لا ترين الثورة سوى ثورة الطبقة العاملة بمفهومها الماركسي ؟.

لا أقصد أيا من تلك المعاني. بل أقصد بلاش نشطح بعيدا في التفاؤل فالرؤيا لم تتضح تماما بعد و جرد الحساب لم يتم بعد. و أنت نفسك أبديت مخاوفا من اختطاف الثورة و أشرت الى خطورة افتقادها لرأس و ما الى ذلك.
أما اني اؤثر السلامة فأقول لك أني لأول مرة أعتقد (أي انعقد في قلبي عقد عزيز مقتدر) الايمان بالتغيير السلمي فقد كنت من المؤمنين بالعنف و الثورة و بزور التاريخ ما لم تكتبه الدماء.

أما سوريا فلا يمكن أن أقول أنها لا تحتاج الى ثورة بل أقول أنها ستتأخر بعض الشئ لكني مؤمنة أنها قادمة لا محالة. فهذا هو منطق التاريخ و منطق النزوع الأصيل في الكائن الحي الى الحرية. بل ان سياسات و ممارسات الحزب البعثي المافيوي الأخيرة كرفع حدة القمع و الاحتياطات الأمنية لوأد أي تحرك في مهده و محاولة الضحك على الذقون بمعونة مالية أو اطلاق سراح مساجين -غير سياسيين- و غيرها تشير الى كم الخوف الذي يشعر به بعد أن تمكن الشعبين المصري و التونسي من كنس أنظمة الفساد و الاستبداد.

أما ثورة الطبقة العاملة بالمفهوم الماركسي -و يسعد لي رب الاثنين اليوم بالذات فان معسكر الثورة ليس الطبقة العاملة وحدها -طبعا على افتراض انه عندنا مجتمعات منتجة و طبقات و طبقة عاملة - بل يشمل كل المتضررين من هذا النظام العالمي الشرس و أذرعه المتآمرة على خبز و كرامة و سلم مئات الملايين في هذا العالم. و حين قلت أن الصراع عالمي و ليس محلي فقط و لا يمكن أن يستطيع شعب منفردا أن يحقق انعتاقه التام و الجذري و الشامل فهذا لا يعني أني ضد أي خطوة للأمام مهما كانت صغيرة. لا أدعو الى الكل او لا شئ. ففتح كوة في الجدار قد تقودنا الى تقويض المبنى كله ان واصلنا المسير و بنينا على المكاسب الجزئية. الى جانب ذلك و في نفس الوقت يجب أن تبقى الأعين يقظة و لا نشطح في تفاؤل أو نسكر بنشوة ما حققنا فيسرقوا منا الانجاز و كم من ثورة اختطفت أو أكلها أبناؤها أو أكلت ابناءها. و كم ثورة أو نظام وطني تم اجهاضها أو تقويضه. فالعدو ليس محليا فقط و ليته كان كذلك.

أرجو ان أكون أوضحت
و
تحياتي