يوارى ثرى دمشق اليوم أحد فرسان الحرية، وله أقول..
قصة حرية..
وألف عنوان..
فكر، عشق ووطن..
تخلّده القضبان..
سيفك لسان حق..
يدقّ عنق كل جبان..
رداؤك ياسمين دمشقي..
يستنشقه الحرّ في كل مكان..
غادَرْت دمشق إنساناً..
لتعود إليها فكرة..
لَم تُطق فراقها يوماً..
ولَم تحتفل بها حرّة..
فاحتجّ فؤادك ثانية..
في بيروت هذه المرّة..
ليتوقف عن نبضه..
وتنبض قلوبنا بالحسرة..
اليوم يُوارى جسدك الثرى..
فتحتفل بروحك السماء..
وتُقرع الأقداح في استقبالك..
نخباً للعنفوان والكبرياء..
أمّا دمشق فتنعى فقيدها..
وتُغازله بقصائد الرثاء..
وفي جنّازك تمشي الحرية..
ويغصّ التراب بالبكاء..
ستُعلِن دمشق اليوم حِداداً..
وتَحْفر على أبوابها عِبرة..
في وجه كل ظالمٍ..
يغتال الكلمة الحرّة..
فتستعيد دمشق تاريخها..
ويرجع للياسمين عطره..
من عبق جسدك الطاهر..
يستمدّ ثراها الثورة..
وبعد دموع، حزنٍ وفراق..
سيحين موعد اللقاء..
مع كل حرّ وثائر..
على الأرض وفي السماء..
نُشعل الشموع..
ونُعاهدك على الوفاء..
إلى أن تتحرّر الأوطان..
أو تسيل الدماء..
*********************************************************************
التسميات: خواطري
06 مارس, 2011
خواطر الوطن - إلى حر
سمعتُ صراخ جدران تشققت شفاهها بنداء الوطن، شوارع اهترأت أوصالها تحت أقدام الغدر، سماء تُفاوِض الأرض على المطر، وتراب تلسعه أشعة الشمس لتُضيء ذراتُه طريقَ أبنائه الأوفياء.
تبعثرت أوراقي هنا وهناك بحثاً عن لغة الوطن التي سقطت منها الكلمات كلمة تلو الأخرى بعد غياب العقل والروح أعواماً طويلة، وجَدَتها في صميم القلب بجانب أحلام مغمورة وآمال انتحرت فشلاً.
ما أجمل الوطن الذي يموت شعبه لينقذه من الظلم والفساد وما أبشع الشعب الذي يقتل وطنه بالصمت والخنوع!
ثمّة غربة خارج الوطن، ثمّة غربة داخل الوطن وثمّة وطن يعيش غربته فينا.
ليس للوطن دين أو توجهات، الوطن للجميع.
البعض يسكنون الوطن والبعض الآخر يسكنهم الوطن.
وبعد..
شاءت الأقدار وأنا أكتب هذه الخواطر الوطنية أن أسمع خبراً أصابني كصاعقة في الصميم، ألا وهو وفاة شاب لا أعرف عنه سوى كلمات تقطر فكراً ووطنية كتبها في أحد المواقع الالكترونية، تصفّحته صدفة وبت من روّاده الدائمين فيما بعد.
تبدو الكلمات عاجزة عن وصف هذه الفاجعة وأقول فاجعة من منطلق أكبر من حجم أن يفقد الأب أو الأم ابناً، الصديق صديقاً، والحبيبة حبيباً، فالخسارة اليوم للوطن. وأيّ خسارة..!
تألمت كثيراً ودقّ الحزن بابي في زمن الفرح الذي طال انتظاره، ليس لأنّ الموت قد انتشلك من الحياة، فهذا مصيرنا جميعاً وقد تجد فيه راحة ما، وليس لأنك شاب في عزّ عطائه وحياته، فأنا أعلم دون أن أعرفك أنّ عمرك قد تجاوز قرناً من القمع والظلم، وليس لأنّك عزيز على قلب كثيرين من أهلك وأصدقائك وأحبائك، فهذا أمر أكيد لا شكّ فيه. لكنّ حجم الألم والحزن مساوٍ لحجم الخسارة، وأكاد أجزم بأنّ خسارتك ثقيلة جداً على قلب وطنك.. وفي هذا الوقت بالتحديد، في الوقت الذي تغار فيه الأوطان من بعضها البعض، فقد بدأ بعضها يستنشق أنفاساً من حرية هاربة عنا، غاضبة منا، عائدة إلينا. لقد تفنّنت في حبّ الوطن حتى ظننتُه صديقك حيناً وحبيبتك حيناً آخر، فكانت كلماتك تلمس قلوبنا وعقولنا بحنين فاتن عجيب إلى الوطن.
لن تفي الكلمات حق المعنى في هذا المقام، فالألم والحزن منبعه أنّني كنت أتمنى أن ترى وطنك حرّاً يا كريم.
لعلّ عزاءك وعزاءنا أنّك كنت حراً في زمن الخوف والطغاة.
http://the-point-o-view.blogspot.com/