الزملاء المحترمون .
في 14/10/2003 طرحت للحوار موضوعا في نادي الفكر بعنوان "سجل التشريفات لدكتاتور معتزل" . هذا الموضوع كان نبؤة مدهشة بأن عصر الطغاة العرب إلى أفول . طرحت هذا الشريط من مصر في عهد مبارك ،و الشريط لا يخطئه في كل مداخلة . أرى أن هذا الشريط مازال حيا نابضا ، رغم أني حررته بعفوية وربما أيضا ببساطة تصل إلى ( السذاجة ) . حاولت الوصول إلى هذا الموضوع في أرشيف النادي فلم أستطع ، لهذا أعيد طرحه بما في ذلك مساهمات زملائنا في هذا الوقت . الشريط بالطبع متاح لمن يريد المشاركة .
المداخلة الأولى .
اقتباس:1- من أقوال الدكتاتور ..إنني رجل الأفعال و ليس الأقوال ،و العالم كله يعرف هذا ،و يتابع تصريحاتي من الصين حتى سيراليون ، الأصدقاء يحترموننا و الأعداء يخافوننا .اليوم يسود الهدوء و تتوحد الآراء ، ولن يكون هناك حاجة لإقناع أحد فالشعب قد جرى إقناعه بالفعل .إننا نعيش الديمقراطية بأروع معانيها ، فلم يقصف قلم ( رصاص )!. هناك فقط بعض الخونة و عملاء الأجنبي ،و لكنهم قابعون في ثقوب الخوف ، كلمة واحدة ، خطوة واحدة تكفي و يسقطون جميعا في المصيدة ، و عليهم الاختيار بين حفر الفئران أو مصيدة الفئران !...
2- الحقد يغلي ، الإناء على وشك الانفجار ، هذه حال الجيش و البرلمان و الجامعة ، في المعامل و في مزارع الدولة ، حتى القسوة في حاجة إلى نظام . فمن يقمع الشعب عليه ألا ينسى أن المقموعين يعرفون عن هذا النظام القمعي بأكثر مما يعرف القامع نفسه . فكلما بالغ الدكتاتور في غيه ازداد جهلا بمجريات الأمور . وحين يصل قمته في قمع حريات الآخرين ، يصل إلى ذروة جهله في معرفة ما يفكرون فيه ، إنها ساعة الصفر للتغيير . 3- كلما ازدادت السلطة تفردا سهل القضاء عليها لأنك فقط تحتاج إزالة الرأس .
4- في الدولة البوليسية يمكن حتى للأحلام أن تكلفنا رقابنا ، فالدولة في كل مكان ، إنها تستلقي معنا كشخص ثالث في السرير .
5- القضاة يدينون الأبرياء و الباحثون منهمكون في معرفة نهاية العالم ، و الأطباء يقتلون بالنيابة ، و يعاني من يريد الخير من تأنيب الضمير . 6- الشيء الوحيد المؤكد هو عدم الأمان ، وهكذا تمتلئ الكنائس ( المساجد ) بالمصلين ، فالصلاة غير ضارة و تهدئ الأعصاب .
7- في إشارة إلى الطغاة :" في الماضي كان أمثال هؤلاء يعرض في قفص حديدي ، ثم يقطع إلى أربع أجزاء ، فتتضاعف الأسطورة أربع مرات ، أما اليوم فيجري تصويرهم و تصوير أعمالهم . سينقرض مزورو التاريخ كما تنقرض الشعوب الهمجية !".
8- كل البلاد في مزاج احتفالي رائع ، فلا يستطيع أحد التمييز بين الفرح المأمور به و بين الفرح الحقيقي ، و تتحول صيحات الخوف إلى هتافات الترحيب ، بل حتى في سجون أمن الدولة يقذفون بالقبعات في نشوة من فرط التأثر ، يجب كتابة علم نفس جديد ، موضوعه :" آلية تدجين الروح " ، إنه سيكون أروع حتى من كتاب :" مائة طريقة لطهي اللحم البشري ".