أبو نواس .
لا أظن أنك تعتقد حقا أن الأثرياء لا يخطئون !.
ثراء الولايات المتحدة لا يعني أنها كانت دائما على صواب ، حتى أكثر الأمريكيين تعصبا و يمينية لا يرون أن كل القرارات الأمريكية صائبة ، الأخطاء الأمريكية عديدة حتى أن رجلآ بحجم" هنري كيسنجر" كان يشكو أن الولايات المتحدة بلا سياسة خارجية !. حسنا دعنا ننشط ذاكرتنا قليلآ بحرب فيتنام " الحكيمة " (أتمنى ألا تكون معتقدآ بصحة التدخل الأمريكي في فيتنام) . أما عن العراق أتمنى أن تدلني على تصريح واحد لمعلق أمريكي له ثقل يدعم تلك الحرب ليس الآن فقط بل منذ 2005 على أقل تقدير ، اسم واحد فقط . بعيدآ عن الكلام المرسل لدي بعض الحقائق عن تلك الحرب .
1- كانت هناك معارضة شعبية كبيرة في الولايات المتحدة ضد غزو العراق ، ابتداء من و خلال مراحل التخطيط ، ثم خلال غزو وإحتلال العراق لاحقا.. الأشهر التي سبقت الحرب شهدت احتجاجات في كل أنحاء الولايات المتحدة ، وأكبرها تلك التي جرت في 15 فبراير 2003 تشارك حوالي 400.000 متظاهر في مدينة نيويورك وحدها ، مع أعداد أقل في سياتل وسان فرانسيسكو وشيكاغو ، وغيرها المدن.
2- بما يتفق مع الإحتجاجات التي تعكس المشاعر المناهضة للحرب ، و في الأشهر التي سبقت الحرب على العراق ، كان الرأي العام الاميركي يحبذ بقوة التوصل إلى حل دبلوماسي و ليس عبر التدخل العسكري المباشر. و أظهر استطلاع أجرته صحيفة نيويورك تايمز أن 63 ٪ من الاميركيين يريدون من الرئيس بوش إيجاد حل دبلوماسي للوضع في العراق ، مقارنة مع 31 ٪ الذين يحبذون التدخل العسكري المباشر.
3- منذ بداية ديسمبر 2004 ، أظهرت كل استطلاعات الرأي العام الأمريكية أن أغلبية الشعب يعتقدون أن الغزو كان خطأ. ولا يوجد معلق سياسي واحد له مصداقية دعم الحرب في العراق بعد هذا التوقيت .
4- شملت المعارضة ليس الشعب العادي فقط ، بل أيضا خبراء الأمن الوطني وأفراد الجيش .
5- في 28 يوليو 2002 ، أي قبل ثمانية أشهر من غزو العراق ، ذكرت و اشنطن بوست أن "العديد من كبار ضباط الجيش الامريكي" بما في ذلك أعضاء هيئة الأركان المشتركة تعارض الغزو . وبعد بضعة أيام ، حذر الجنرال جوزيف هور (متقاعد) لجنة (العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ ) أن الغزو مخاطرة غير ضرورية .بينما حذر "مورتون هالبرين" ، الخبير في السياسة الخارجية و عضو مجلس العلاقات الخارجية و مركز التقدم الاميركي :" من ان الغزو شأنه أن يزيد من خطر الإرهاب " .
6- انتقد " برنت سكوكروفت" Scowcroft ، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي للرئيس جورج بوش الأب الحرب ضد العراق ،و في 15 أغسطس 2002 كتب إفتتاحية في " وول ستريت جورنال " بعنوان لا تحاربوا صدام حسين ، فند فيه مخاطر الحرب و أنها ستساعد على نشر الإرهاب ( وهذا ما حدث بالفعل ).
7- في أكتوبر 2002 ألقى الجنرال المتقاعد " أنتوني زيني " Anthony Zinni محاضرة في "معهد الشرق الأوسط " أكد فيها مخاوف سكوكروفت من أن غزو العراق لا ضرورة له ،و سيكون في صالح إيران و يؤدي إلى نشر الإرهاب في المنطقة ( هذا أيضا ما حدث ) .
8- نشرت مجلة التايم قبل الحرب مباشرة أن 1 من كل 3 ضباط كبار يتشككون في جدوى الحرب ضد العراق .
9- استقال العديد من السفراء الأمريكيين على حماقة غزو العراق ؛ منهم السفير جوزيف ويلسون ، المسؤول السابق بالأعمال في بغداد في 13 فبراير 2003 . استقال من السلك الدبلوماسي وشكك علنا في حاجة لحرب أخرى في العراق. ومع بداية الحرب ، كتب مقال افتتاحي في صحيفة نيويورك تايمز بعنوان " ما لم أجد في أفريقيا" رافضا ادعاء بوش بأن العراق قد حاول الحصول على اليورانيوم من النيجر. هناك آخرون منهم جون برادي استقال ، في رسالة مفتوحة في صحيفة نيويورك تايمز يوم 27 فبراير، آخرون منهم جون ه. براون ، الدبلوماسي مع 22 عاما من الخدمة ، وفي 19 مارس استقالت ماري آن رايت ، دبلوماسية 15 عاما من الخدمة في وزارة الخارجية .
10- في 16 يونيو 2004 ، دعا 27 من قدامى العسكريين و الدبلوماسيين المتقاعدين إلى التغيير ،و أعلنوا بيانا ضد الحرب في العراق ،و شملت القائمة أسماءا بوزن ويليام كرو ، رئيس هيئة الاركان المشتركة في عهد الرئيس رونالد ريغان ، جوزيف هور ، القائد السابق للقوات الأميركية في الشرق الأوسط ، دونالد ماكهنري ، السفير السابق لدى الأمم المتحدة ، ستانسفيلد ترنر ، المدير السابق ل وكالة الاستخبارات المركزية ، و ريتشارد كلارك ، المستشار السابق للرئيس مكافحة الإرهاب في مجلس الأمن القومي عن الجزء الأخير كل من ادارة الرئيس بيل كلينتون ووقت مبكر من جورج بوش ،و انتقد بقوة تحويل الأموال من الحرب ضد تنظيم القاعدة ، و قال كلارك ان غزو العراق من شأنه ان يعزز في الواقع جهود أسامة بن لادن والمتطرفين الإسلامية الأخرى ، الذين تكهنوا منذ وقت طويل أن الولايات المتحدة تخطط لغزو البلاد الغنية بالنفط في الشرق الأوسط .
11- اقترح "بنيامين باء فيرنيز" في مقابلة يوم 25 أغسطس 2006 ، أنه ليس فقط صدام حسين يجب أن يحاكم ، ولكن أيضا الرئيس جورج دبليو بوش أيضا ، لأن الحرب على العراق قد بدأت من قبل الولايات المتحدة دون الحصول على إذن من مجلس الأمن للأمم المتحدة ." بنيامين باء فيرنيز" كتب مقدمة لكتاب هاس مايكل ، (جورج بوش ، مجرم حرب؟ .الإدارة المسؤولة لبوش. جرائم الحرب )
12- في 15 سبتمبر 2007 تظاهر المقاتلون القدامى في العاصمة واشنطن ضد غزو العراق ،و استمرار القوات الأمريكية هناك ، واضعين العلم رأسا على عقب ،و هذه إشارة على الحنق و الغضب .
13- في أكتوبر 2007 ، وصف اللفتنانت جنرال "ريكاردو سانشيز" قائد قوات التحالف السابق في العراق الإستراتيجية المريكية بأنها " "استراتيجية خاطئة" ، وأشار إلى أن القيادة السياسية في الولايات المتحدة كان يجب محاكمتهم عسكريا عن أعمالهم ، لو كانوا من العسكريين.
14- في حملة 2008 الرئاسية الأميركية ، انتقد المرشحون " النائب رون بول ، ثم السناتور باراك أوباما (الرئيس الآن للولايات المتحدة) ، والسناتور كريس دود ، هيلاري كلينتون ، دينيس كوسينيتش ، و مايك غرافل " كلهم انتقد غزو العراق . كان بعض النقاد الأكثر صراحة وقال رون بول أنه " تم بيع الحرب في العراق إلينا مع معلومات كاذبة. وهذه المنطقة هي أكثر خطورة الآن مما كانت عليه عندما دخلنا ذلك !، ونحن قمنا بتدمير نظام مكروه من قبل أعدائنا المباشرين مثل الجهاديين ، وخلق الآلاف من المجندين الجدد لهم. كلفت هذه الحرب أكثر من 3000 من أرواح الأميركيين ، والآلاف من الجرحى ، ومئات المليارات من الدولارات. " أما باراك أوباما (الذي فاز في الانتخابات) فلم يكن عضوا في مجلس الشيوخ في وقت التصويت على قرار الحرب على العراق ، ولكن رفضه مرارا وتكرارا قبل وأثناء الحرب على السواء . قال السيناتور أوباما في تجمع ضد الحرب في شيكاغو في 2 أكتوبر 2002 : "أنا لا أعارض جميع الحروب بل أعارض الحروب الغبية "! . وتحدث أيضا عن "مدة غير محددة.. وتكلفة غير محدد ، وعواقب غير محددة ".
15- يمكنني الإستطراد طويلآ بمقدار ما يتوفر لدي من وقت ، فما أيسر من توفير مادة عن فشل الحرب في العراق ، ليس من وجهة نظر " سلامية دولية " فقط و لكن من وجهة نظر أمريكية برجماتية أيضا . و لكني فقط حاولت أو أوضح أننا يجب أن نبني أحكاما على أسس واقعية مهما كانت تلك الأحكام غير ملائمة لتحيزاتنا المبدئية .