يبدو أن الرئيس اليمني يلفظ آخر أنفاسه .. وما هي إلا مسألة ساعات أو أيام في أعلى تقدير ..

ولكن لا تبدو هنالك رؤية واضحة عن كيفية إدارة الأزمة أو ظهور بوادر لضمان سلامة وسلاسة انتقالها عبر جهة وسيطة أو مستقلة مقبولة من الجميع, والوقائع تشير إلى الدفع نحو تسليم السلطة للمعارضة مباشرة, وهو ما يشكل مصدر تخوف لدى كثير من اليمنيين ويحد من الالتحام الشعبي الواسع مع المتظاهرين حتى الآن كما شهدنا في مصر ..

فالتحركات الأخيرة لا تنبئ بخير فهناك انشقاق حصل اليوم داخل الجيش بقيادة علي محسن الأحمر الأخ غير الشقيق للرئيس واستطاع إقناع بعض قادة المناطق والألوية بالانقلاب, ورغم أن الحديث يتم عن استقالة؛ ولكن تلك مغالطة .. فقد قام بتحريك قوات الفرقة الأولى مدرع إلى العاصمة صنعاء وسيطر على ساحات الاعتصام بحجة حمايتهم .. ولمن لا يعرف علي محسن فهو أحد داعمي السلفية المتشددة في اليمن ومعظم ألويته يحكمها النفس العقائدي وهو من ضمن المطلوبين في قوائم دعم الإرهاب وعناصر القاعدة في اليمن والخليج .. وهناك أدلة على صلته بتفجير المدمرة كول في عدن عام 2000م بالإضافة تفجيرات مأرب وشبوه خلال الأيام الماضية والتي أدت إلى قصف محطات التوليد الغازية للكهرباء .. وحالياً من يتزعم الثوار هم من هذه العينة ومعظمهم غارقون حتى النخاع في قضايا الفساد وتضخم الثروات والكسب غير المشروع .. هذا عدا عن تلطخ إيادي معظمهم بالدماء, ومن أبرزهم حميد الأحمر وشقيقه حسين وجميع أخوته وأقاربه, بالإضافة إلى محمد عبد الإله القاضي زعيم تجارة المخدرات والأدوية الفاسدة ووالده الذي كان حتى أيام قائد لواء تعز وقد ضحى بنصف جنوده في حرب صعدة القذرة, وكذا المنافق الكبير الفار من وجه العدالة عبد المجيد الزنداني ومعظم من قدموا استقالتهم - إن لم نقل كلهم - خلال الإيام الماضية هم من هذه العينة إضافة إلى المرتزقة المشايخ والقبائل ..

إذا لم يتبه اليمنيون إلى كيفية إدارة ثورتهم وضمان نظافتها, وذلك بعدم السماح للقافزين عن السفينة أن يتزعموا الثورة ويصبحوا أبطالهم وقاداتهم بعد أن كان من أهم أهداف الثورة هو كنسهم مع الرئيس وتنظيف البلد من أمثالهم .. وإلا فثورتهم مسروقة لا محالة ..