(03-22-2011, 04:46 AM)لواء الدعوة كتب:  

بالمناسبة أنا لا أحب فيك مبدأ " النظرة العوراء " يعني تكره السادات بسبب ما سببه لمصر ولنا ، وتهيم حباً في المنظمة " أو على الأقل تدافع عن بعض مواقفها " وهي التي أوردت القضية المهالك تلو المهالك وفعلت نفس ما فعله السادات " وأسخم " ؟
ولذلك ما دمت تجد بعض المبررات لأفعال فتح والمنظمة ، عليك أن تعذر المصريين الذين يجدون مبررات لأفعال السادات .

على من يريد أن يهيم حباً "بالساداتي" أن يفعل، وعليّ - من ناحية ثانية - أن أقول رأيي فيه بصراحة في مكان لا يقتضي مني المواربة.

من ناحية "فتح وحماس" "والكلام بسرك" - كما تقول عجائزنا - "بدي أبقّ البحصه وأقول لأول مرة: "الله يلعن الثنتين، برمشة عين". فلقد كان في يد "فتح"، طيلة سنوات وسنوات أن تؤسس "لسلطة ديمقراطية حقيقية" في "المنظمة" وفي "الضفة والقطاع"، ولكنها لم تستطع أن تحقق أكثر من نظام مشوّه يشبه إلى حد كبير "الأنظمة العربية" المحيطة بنا داخلياً وخارجياً. ثم جاءت "حماس" بأيديولوجيا فاشية طائفية دينية فاستسهلنا مصيبتنا "بفتح"، وتُهنا بين "فتح الفاسدة" و"حماس الفاشية"، وانقسم الشعب الفلسطيني إلى معسكرين أيديولوجيين واحد يريد أن يتغاضى عن الفساد والإفساد والثاني يريد أن يقنعنا أن أشواك "حماس" سوف تنتج "وروداً" فلسطينية ذات رائحة عطرة. ولكن، هل المشكلة في "فتح" و"حماس" حقاً؟

لا يا صاحبي، نحن مشكلتنا "فينا" نحن بدرجة أولى. فالشعب الفلسطيني الذي تشرد مدة ستين سنة وأكثر لم يستطع حتى اليوم أن يوجد حركة واحدة نظيفة قوية حداثية تجمع شمل أبنائه جميعاً وتبشرهم بمستقبل واعد وراية صادقة يمشون وراءها ويقاتلون من أجلها. معظم أخوتنا العرب، في مختلف دولهم، صار عندهم حركات شبابية منظمة حداثية تقلب نظم الحكم وتسير ببلدانهم نحو دول ديمقراطية حرة كريمة، أما نحن، فعندما حاولنا في الأسبوع الماضي النزول إلى الشوارع في "غزة" و"الضفة"، مقلدين الشعوب العربية التي ثارت على طغاتها، حدثت لدينا مهزلة حقيقية تشير إلى مرضنا "الحزبي" وتشرذمنا المزمن: ذلك ان المظاهرات التي خرجت كي تطالب "بإنهاء الانقسام" "انقسمت على نفسها" بعد ثلاث ساعات من خروجها، وصارت هناك مظاهرات "لفتح" ومظاهرات "لحماس" كل منها يطالب بوحدة لا يستطيع أن يحققها هو نفسه من خلال مجرد مظاهرة موحدة، فكيف سيوحدها في نطاق سلطة أو دولة بكامل تعقيداتها وأحابيلها؟

أخيراً، وكما تفهم من هذا الرد، أنا لست عضواً في أي فصيل فلسطيني، وأدعو إلى "قبر فتح وحماس" من صباح الغد إذا أمكن، والاتجاه نحو حركات وطنية خالصة نظيفة حداثية مدنية ديمقراطية، ليس فيها شيئاً من "فساد تجّار فتح" ولا "فاشية ورجعية وضيق صدر الإسلامويين".

واسلم لي
العلماني