أميل إلى الاعتقاد أنني كلما نجحت في الابتعاد عن نفسي أكثر في الكتابة، أكون نجحت
تعلّمت أن الأصل في الرواية هو الانسيابية والمنطق لا ابقاء الجملة الجميلة فقط لأنها جميلة رغم إرباكها للمعنى والتشويش الذي قد تحدثه.
هلال شومان
======================
تعلمتُ من السياب كيف تُصبح القصيدة خالدة وكيف يكتبها بروح خالدة... وكيف يمكن للنص أن يتخطى حدود الكون... تعلمتُ منه أنّ الشاعر هو الذي يصنع عالميته من خلال محليته
تعلمتُ منه الرمزية العالية في الخطاب الشعري ولو كانت هناك مباشرة معيّنة فهي مدروسة ومحسوبة وكله باللاوعي لا عن تخطيطٍ مسبق،
وأنا أقرأ هذا السؤال عادت بي الذاكرة لابن الفارض الذي كان شعرهُ من أصفى ما قرأت وليس أبو العتاهية وأبو تمام والبحتري عنهم ببعيد، ولم يكن لبيد بأقل منهم مفاهيمية وفلسفة، هي أسئلة تقلق كل انسان يتأمل،
من هنا تبدأ المعرفة والاطلاع على كل ما تقع عليه العين من كتب أسطورية الى كتب مقدسة الى تأمل طويل بالذات والنفس والكون وكل ما يحيطك ليوصلك الى جواب قاله القرآن
الديوان ركز على الجوانب الانسانية أولا فالتقلبات السياسية التي تصيب الوطن لابد أن تؤثر سلبا أو ايجابا على روح الانسان / الشاعر / المجتمع... ليلتقط صوره من خلال مشاهداته وتقييمه لما يرى. قد يبدو محبَطا وهذا بسبب ما يتوصل إليه من استقراءات للواقع
-
العراقية ورود الموسوي

======
كتاب"الرواية بين التلغيم والتلغيز" لهيثم حسين


لا بد من التلغيم والتلغيز، كي تتحقق يقظة القراءة وينبسط أفق التغيير والانفتاح على ثقافة الآخر وشرطه الإنساني المختلف، لأن الرواية ليست سفرا مأمولا في رحاب الواقع ومحدوديته المادية. لذا هل يمكن القول: أنا أروي، إذا أنا أواري، إذا أنا أُلغّز؟ ذلك سؤال الكاتب الذي يطرحه في محاولة لتلمس الجواب.
يقسم الكتاب قسمين، الأول يتقصى المعادل اللغوي المحقق لكينونة الرواية وعلاقته الضمنية باللغم واللغز، والثاني تطبيق عملي للأول يشتمل على قراءات لنصوص عالمية، تستبطن اللغم وتناشد الإلغاز من دون أن تبلغه....يوحي الكاتب أن الرواية المكرسة فقدت موقعها لصالح رواية ذات ملامح انفجارية، رواية لغمية لغزية، رواية قريبة من الحياة حد الالتصاق، وتشكل امتداداً واعيا للرواية القديمة. فالرواية التي لا تلغّم، ولا تنفتح على المشاعر المستجلاة والوجوه المتصفحة، ماتت.
الرواية هي الاكتشاف الدائم، الاختلاف الدائم، فهي تعيد ترتيب بعض مجريات الحياة وصياغتها بحسب رؤى الروائي. فالأجدى برأي الكاتب توجيه البحث وتنشيطه بعيدا من التنويه والتيه، ..التجارب العالمية مفهوم التلغيم وليس التلغيز. فالإلغاز قد يفسح المجال أمام اختراق الحجب وتحقيق التواصل التكافئي، كما فعل الروائي المصري يوسف زيدان حين موّه إلغازا حضاريا مقيدا بدائرية الفعل ورد الفعل، وأثثه دراميا موجها أسئلة محرجة....كما ذهب كورتاثار حين افترض أن موازاة الخلاّق نقديا تعني تحميل الباطن، وتشكيل أنساق القراءة كدعوة جريئة لإعادة التفكير.

---