تجربة المنتديات كانت جديدة و غريبة لمثلي ،فلم يسبق لي أن شاركت على الشبكة قط سوى خلال موقع عالمي متخصص في الهندسة الكيميائية ،و آخر عالمي أيضا و لكن في التاريخ العسكري ! . و لكنني فوجئت بالإنتفاضة الفلسطينية الثانية في سبتمبر 2000 ، بينما كنت في دبي ، أعمل بين جميع الجنسيات ، معظمهم من الهنود . أي بعيد تماما عن المشاركة في أحداث القضية الفلسطينية التي ارتبطت بها دائما . و حتى بعد أن صمتت المدافع ،و أثناء الإنتفاضة الأولى كنت في القاهرة عضوا دائما في لجان المساندة و ... . هكذا أحسست بأني محاصر في دبي بين الهنود ، لهذا فكرت في موقع آربيا الذي دخلته بالصدفه قبلها بأشهر محدودة و أقمت فيه حسابا غير مفعل .
هناك وجدتني في عالم جديد ، فلأول مرة منذ فترة طويلة أجدني وسط صخب سياسي ، و بين عرب من مختلف الجنسيات . هذا أسعدني بشكل استثنائي ، أحسست أني أعود لأيام الأحلام العربية في مصر الستينية الناصرية . كانت توقعاتي عالية من هذا النشاط ، كنت أعتقد أن الأفكار ستنعكس على الواقع . أخبرني مهندس اتصالات إنجليزي كبير بأن الإتصالات كلها مراقبة في الإمارات ، رغم هذا لم أتوقف عن التعبير عن أفكاري .
بمرور الوقت بدأت أوقن أن الفعل السياسي له مجال وحيد هو العالم الواقعي ، لهذا تحولت إهتماماتي إلى القضايا الثقافية و الفكرية ، أما القضايا السياسية فنادرآ ما أناقشها مع الزملاء على الشبكة .
ظلت تجربة آربيا رائعة في ذاكرتي . فهي تنتمي لعالم رومانسي كأنه محض خيال .
عاصي هو نجم آربيا بالنسبة لي ، في البداية حسبته مصريا لخبرته الجيدة بمصر ،و لحب المصريين له و التفافهم حوله . كانت موضوعاته بمثابة بيتي على الشبكة ، كنت مقدرا لمبدئيته و أيضا لإتفاق و جهات نظرنا في كثير من القضايا المطروحة خاصة الموقف من الرئيس عرفات . كانت هناك اختلافات بيننا كما هو متوقع بين أصدقاء مختلفي الخلفية ،و لكني أكبرت في عاصي دائما مشاعره الطيبة تجاه المصريين ، وهذا جعل خلافاتنا كلها تزيد الود ولا تنقصه .
أتذكر بالفعل جماعة " المفقوعين " وهم شباب مصريون و عرب يرفضون الواقع كله و يريدون " تغيير النظام " . أتذكر أيضا خلافاتنا حول فكرة العروبة ، و صدمني أن الشباب العربي أصبح يكفر بها ،وهذه كانت صدمة كبيرة ، لأني كنت – ومازلت - أعتقد أن العرب عروبيون !.