أول شئ يجب أن تحدد جمهورك ..... فيلم يعرض في صالات عرض عالمية و الجماهير تصطف طوابير لمشاهدته ... يعني أنك تبحث عن فيلم هيوليودي الطراز ملئ بالمؤثرات المبهرة و القصة المحبة لليهود و عموما هذه الأفلام عادة ما تكون قصتها سخيفة ليست ذات عمق و يجب أن يكون لديك ممثل هوليودي مشهور و لا بأس بكمية من التعري الخفيف . ستجد جماهير العالم (الغالبية السطحية) تشاهده .. مثل هذا النوع من الأفلام ناجح تجاريا و فاشل في المهرجانات و ربما يرشح للأوسكار الذي بدأ ينحدر في مستوياته .

النوع الآخر من الأفلام الهوليودية الطراز ..... تعتمد على الدراما ... يعني هناك قصة جديدة و حبكة درامية و أداء تمثيلي رائع . هذه الأفلام لن تنجح جماهيريا من أول مرة و هي تعتمد على رؤية نقاد هيوليود و الصحفيين ...و بعدها يدخل الجولدن جلوب و من ثم هوليود . و إذا فاز الفيلم بجائزة ... هنا ستنفتح أبواب الخير و يبدأ الجماهير في الاصطفاف لمشاهدة الفيلم و تحقق ربحا تجاريا معقولا و سمعة محترمة .

أما لو جماهيرك هم من النوع المعقد مثلي ... فهم قلة ... و ستنتج أفلام رائعة و راقية و تفوز بجوائز مهرجانات راقية مثل كان و ساندانس و برلين و غيرها ... لكن لن تحقق ربحا ماديا كبيرا و ربما يبقى فيلمك غير معروف ... لسطحية المشاهد حول العالم الذي سيجعل فيلم سخيفا مثل Fast and Furious أفضل من فيلمك الراقي .

عموما في الوطن العربي .... أهم مشكلة تواجه الأفلام هي قلة الاهتمام بالأشياء الصغيرة في الفيلم و قلة الأتقان . يعني ترى كاتب القصة يحشر 100 قصة في قصة واحدة و سيناريو واحد . لرغبته في أن يكون فيلما شاملا .. يعني مثل الفيلم الهندي رومنسي و أكشن و دراما و رعب و استعراضي كله في فيلم واحد و الخير يجب أن ينتصر على الشر . و هذه الحال نفسها في المسلسلات العربية و الخليجية ... 100 قصة في مكان واحد .. يريد أن يحل مشاكل العالم كلها من خلال أسرة واحدة ... يعني ترى خيانة و جرائم شرف و مخدرات و التعامل مع الأبن العاق و كيفية التعامل مع المعاقين ... و كم هائل من المشاكل الاجتماعية كلها تحدث في عائلة واحدة و في ثلاثين حلقة .... مما يجعل المسلسل أشبه سمك لبن تمر هندي . لماذا لا يركزون على مشكلة معينة أو حبكة أو حبكتين دراميتين في مسلسل واحد بدل الخربطة هذه . نأتي للقصة نفسها في الافلام ... في الخمسينات و الستينات و السبعينات و حتى بداية الثمانينات هناك أفلام مصرية ممتازة لأنها استندت على روايات محبوكة لكتاب راقيين مثل نجيب محفوظ و احسان عبدالقدوس و غيرهم ... لذا ترى فيلما راقيا و حبكته و أحداثه مصورة بشكل راقي . أما اليوم فلا وجود لهذا الشئ و لعل آخر الأفلام التي استندت على روايات حقيقية كان عمارة يعقوبيان لذا اعتبرته آخر أفضل الافلام المصرية .

الاتجاه الاخراجي ليوسف شاهين و تلميذه خالد يوسف ... هواتجاه سخيف من وجهة نظري .... الفيلم يدعي الجرأة في الطرح بأن يدخل لك سحاقيتان أو كم شاذ و تعري غير طبيعي و تركيز شديد على حياة الفقراء و العشوائيات .... و لكنه من الأفلام السخيفة التي لا قصة لها مجرد أحداث بدون حبكة درامية و تسلسل قصصي و فعلا لا استطيع فهم اللهجة المصرية الجديدة حيث أني أفهم بوضوح لهجة الممثلين المصريين في الخمسينات و الستينات و السبعينات و الثمانينات و التسعينات ... و لكن من بعد الألفية الجديدة ... أصبحت أرى الممثلين المصرييين الجدد يتكلمون بسرعة غير طبيعية و غير مفهومة .

أكبر عيوب الأفلام العربية لأنها تصنع من أجل الممثل ... يعني في مخهم ممثل معين فيبدأون نسج قصة تتناسب معه و ليس الاهتمام بالقصة أولا و من ثم البحث عن الممثل ....

ثالثا عدم الاتقان الاخراجي في المسلسلات و الأفلام ..... أولها في أعمار الممثلين ..... شاهدت مسلسلا مصريا جعل لي نور الشريف طالب ثانوي و هو ناهز الستين ...؟؟ أو مثلا يأتي بممثلات عجائز يمثلن دور العذراء و عموما هذه سمة غالبة على الأفلام المصرية منذ السبعينات حينما شاهدت العجوز فريد الأطرش جعلوا وجهه المتجعد مليئا بالمكياج ليبدو كعاشق ثلاثيني ؟ و الممثل المصري أو العربي لا يقبل بأن يكبر في العمر و يختار أدواره ... و الموضوع مثله بالنسبة للممثلات مثل نبيلة عبيد و نادية الجندي .

الشئ الأخر الذي يدخل في خانة عدم الاتقان .... هو الملابس و الشخصيات و التسريحات ... يعني مثلا الفيلم يتحدث عن فترة السبعينات و الأزياء تسعينية بحتة من ناحية الألوان و الستايل . أذكر مسلسلا خليجيا كان يحكي عن قصة حدثت في الخمسينات و في مشهد بينما السيارة تسير يمر المشهد على منزل في أطباق لاقطة للمحطات التلفزيونية الفضائية و المشهد يتكرر و كأنهم يحسبون المشاهد أحمق .

شئ أخير أيضا .... نحن مللنا من نفس الوجوه ... يعني سنويا في رمضان أرى نور الشريف و يحيى الفخراني و سعاد عبدالله الكويتية و حياة الفهد ... و لا تغيير ..... يعني ملل .

لو أردت فيلما ناجحا بكل المقاييس أدرس كيفية انتاج فيلم الرسالة و فيلم عمر المختار للعقاد .