حياك الله يا أخت دومينو ، ولكنك أسأت فهمي فخانك التعبير ، فأنا لا أخصص الروح الثورية لمن يؤيد حماس ، فكنعاني يؤيد حماس في مواقف ويهاجمها في مواقف ، وخالد نفس الأمر ، ولكني أتحدث عن بعض التحليلات وبعض العقليات التي تحملنا أكثر مما نحتم ، وتطلب منا أن نحني ظهورنا لكي يركبها الجميع شرقاً وغرباً وأن نترك اسرائيل تسرح وتمرح ، وحينما نرد على جرائم الإحتلال " وهذه هي الحالة الطبيعية لشعب محتل " تهاجمنا الكثير من الأصوات ويقذفوننا بشتى أنواع الاتهامات ، فأصبحت المقاومة كلما أرادت التحرك أتهمت اما بالتخريب على منهج السلطة المنبطح او أنها تقوم بحروب بالوكالة ..!

وبعد ذلك تحمل المقاومة ما يلحق الشعب من خسائر ، مع أن الحالة التاريخية والإستقراء التاريخي لأغلب حركات التحرر كنات تقول بأن الفرق دائماً بين المقاومة وبين المستعمر كان هائلاً جداً سواء من ناحية الامكانيات أو من ناحية الأدوات القتالية ، ولكن معظم شعوب الأرض قاتلت ودفعت الغالي والنفيس لكي تحرر نفسها ، وعندما يفعل ذلك الشعب الفلسطيني فحرام حرام حرام .

عني فقد طرحت هذا الموضوع لمتابعة أخبار غزة ، ولكنه حول سياسياً لمهاجمة حماس ، ورغم ذلك لم أذكر بسيرة فتح إلا قليلا هنا ، وكل كلامي كان دفاعاً عن حقنا المشروع وتبريراً له ، فكيف أصبحت أزيد الحساسية ؟

أنا وأنت والجميع نطلب الوحدة وكلنا يريد انهاء الإنقسام ولكن الواقع يقول غير ذلك ، فالقضية لا تتعلق بمناصب او كراسي او انتخابات ، انما تتعلق بمناهج مختلفة متضادة ، والحل يكون بتوافق داخلي على برنامج عمل مشترك ، وبدون ذلك " انسي المصالحة " .
أما حماس وما فعلته ، فالحديث عن هذه النقطة يطول وليس هذا مكان هذا التفصيل لكون الظرف لا يسمح .

معك حق ، منذ يومين لم أنم إلا عدة ساعات فقط ، وحالتي النفسية متوترة وخصوصاً بعد سقوط الشهداء تلو الشهداء وتركيز العدو الحقير على المدنيين كوسيلة للإبتزاز .

أن تكون في غزة وخصوصاً في المناطق التي تجانب الحدود الجنوبية والشمالية معناه أن الموت يتربص بك في أي وقت ، العديد من أصدقائي أستشهدوا أثناء هذه التهدئة الرخيصة وقتلوا بدم بارد ، وربما أنا كنت سأكون واحداً من هؤلاء - واسأل الله ذلك في القريب العاجل - لولا لطف الله ، ولذلك هذا الجيش الجبان عليه أن يردع بكل الوسائل ، وكل خسيس يعيش في المستوطنات المحاذية للقطاع يجب أن يرى الألم والمعاناة التي يعيشها شعبنا كل يوم ، ومن اليوم فصاعداً " ان تكونو تألمون فإنهم يألمون كما تألمون " .