والله بحيت زوري وأنا أحكي...

أنا كإسلامي لا أستفيد من ولولتكم يا عالمانيين، لأسباب سأذكرها للمرة المليون

الولولة هذه مشفوعة بشتائم للذات الإلهية أو الحبيب المصطفى، ستجعل الناس ينحازون تلقائيا للإسلاميين، بغض النظر عن نضج مشروع الإسلاميين أو ميوعته، رح تنحاز الناس لأول إسلامي على الناصية، ومش بعيد أن يؤذوا هذا الشاتم، وهو أمر سيء كما أراه.
على المدى القصير، هذه الولولة ستحشد الناس خلف الإسلاميين ليس لنشاطهم السياسي، بل لتخبط العالمانيين وأخطائهم، كمن ينتصر في لعبة شطرنج بسبب أخطاء غريمه لا بسبب تخطيطه
على المدى الطويل، سيتم وصول جماعات إسلامية ذات ميوعة سياسية، أو مفرغة من المحتوى السياسي، مثل الإخوان المسلمين في الحالة الأولى أو السلفيين في الحالة الثانية، قاطعين الطريق على السياسيين الإسلاميين للوصول، وبنفس الوقت لا يوجد ما يدفعهم للنضوج السياسي حتى ينتجوا أفكارا ومفاهيم سياسية كافية لمقارعة العالم ورعاية شؤون الناس، بما سيؤدي لفشلهم على الحقيقة بشكل مروع، الأمر الذي سينعكس سلبا على الجميع، فالناس ستدخل بعد ذلك في حالة اللامبالاة غالبا.

المفروض بدل الولولة أن ينصرف القوم الخائفون للعمل، وهذا سيثير غريمهم للعمل أيضا، ويتم طرح مشاريع واقعية للناس ويتم الكلام مع الناس وتوجيههم وتثقيفهم جماعيا، وهذا لن يحصل بكبسة زر ولا بيوم وليلة...

المشكلة الحقيقية عند الإسلاميين أن سياسييهم تم إخفاؤهم من الساحة منذ زمن بعيد، بالقتل والسحل والسجن والنفي والتشريد والتطريد والتخويف، وصار أحسنهم حالا ينأى بنفسه عن أي نشاط سياسي أو اجتماعي، وبقي جماعات إسلامية غير سياسية، ذات طابع خدمي أو جدلي بحت، وهذه الطبائع ليست سياسية وإن أراد أصحابها التصدي لرعاية الشؤون والسياسة. وهذا سيؤدي إلى أمور غير محمودة.

لا أتوقع عودة قريبة للإسلام السياسي إلى العمل العام أو النشاط بين الناس، وإن كنت آمل ذلك... من أجل ذلك لا داعي للخوف والولولة واستنصار المابعرف مين على المابعرف شو..

يعني حاج ولولة.. كرمال بطليموس حاج ولولة..