(03-23-2011, 04:39 AM)دومينو كتب:  صحيح فين كنت يا بهجت ايام الثورة ..كنا خايفين انك استشهدت

جهاد .
تعليقك غير مناسب ، عادة أتجاهل مثله . رغم هذا لن أخذلك .
صدقيني .. مع رجل له تجربتي فالموت ليس شيئا كبيرا ولا خطيرا .
منذ 25 يناير حتى وقت قريب و جدتني منخرطا في حياة جديدة رغم أنفي .
في البداية أصبحت وجها مألوفا في ميدان التحرير ، ليس لأني شاب متظاهر ،و لا بلطجي متآمر ،و لكن كوالد حنون أصر أن يصحب ابنته الإعلامية ( لغات ) كي تمارس عملها ، تغطية التظاهرات و الحصول على stories للصحف ( اللغة الإنجليزية ) التي تراسلها في الخليج و الخارج . ومع احتدام التظاهرات كنت أهمس لنفسي بعبارة من فيلم عربي قديم " نشنت يا فالح !" . كما لو كان مكتوبا علي أن أكون شاهدا لكل أنواع الحروب و مشاهد العنف ، استمر تواجدي في التحرير متواترا ،و لكني تدريجيا توقفت عن الذهاب ، فلم يعد الميدان خطيرا .
منذ 29 يناير شكلنا لجان شعبية ، و لأني السيد رئيس مجلس إدارة العمارة ، وجدت نفسي منخرطا في تنظيم اللجنة أمام العمارة ، ثم في الشارع ثم في منطقة تمتد لعدة شوارع ، تشمل الكنيسة الإنجليكانية و حديقة الطفل ( أماكن معروفة لسكان مدينة نصر ) . أما لماذا هذا التوسع ، فلأني – كناصري متحمس -استجبت لنداء وجهته القوات المسلحة للضباط المتقاعدين للمشاركة في تنظيم اللجان الشعبية . و لكني بعد أيام اكتشفت العديد من الضباط المتقاعدين الذين " يقضون الوقت في البلكونة يتفرجون علينا " !. قمت بالتنسيق مع داورية القوات المسلحة في المنطقة و تبادلنا أرقام الهواتف ،و شكلنا إحتياطي يتواجد في مسجد قريب على مدار اليوم ، و قمت بتأمين الكنيسة الإنجليكانية بشباب جامعيين كلهم من المسلمين . مررنا بعدة مواقف صعبة و لكننا عالجناها بحكمة و جسارة . ففي الأيام الأولى سيطرنا بواسطة مجموعة من المدنيين الذين لم يسبق لهم استخدام أي سلاح على مجموعتين من البلطجية ،و استعدنا سيارتين مسروقتين من الشرطة ،و اقتحمنا حديقة الطفل المجاورة أكثر من مرة إحداها بالتعاون مع قوات الجيش و الباقي بمجموعات من الشباب ،و قمنا بتطهيرها من البلطجية و الهاربين من السجون . لم تمض الأيام كلها طيبة ، ففي يوم أثناء عودتي من التحرير علمت بأن بلطجيا قتل أحد الشباب الجامعيين ( كنت أعرفه شخصيا لحماسه و مثاليته ) ، هذا البلطجي قبضنا عليه في شارعنا تحديدا ، و لكن لم يمكننا إنقاذه من زملاء الشاب الذين قتلوه كالكلب الضال .
لم يكن لدي وقت لدخول "نادي الفكر" ،و لكن عندما أتيحت لي الفرصة بعد ربما ما يزيد عن شهر ، وجدت النادي سيئا للغاية ، يغيب عنه كل الزملاء المتميزين ، و يسيطر عليه بلطجية من نوع آخر ،و إن لم يكنوا أقل خطورة . حتى عندما أعدت طرح موضوعا كتبته عن مبارك منذ 6 سنوات ،و جدت تعليقا أبلها " رذلا " من كبير "النساخين العرب" ، يتلوه تعليق أكثر بلاهة من أحد بلطجية جماعة نصو الله . صراحة ليس لدي حماس كبير للحوار في قضايا هامة مع مثل تلك الشخصيات المريضة . تجربتي خلال الفترة الماضية تجعلني أكثر تصميما على أن أهب ما يتبقى من عمري للشباب المصري لا سواه ، فليس من العدل ولا الحكمة أن نهمل أبنائنا من أجل الآخرين .