عندما اسمع كلمة ((ملحد)) ..

مشكلة عويصة عند عدد كبير من الاسلاميين الذين يتجاوز عددهم المليار و خمسمائة مليون شخص و خصوصتا منهم الذين يعيشون في منطقة الشرق الأوسط و هم الذين لم يختلطوا مع الملحدين اصلا الا ما قل و ندر منهم،ومع انهم لم يعرفوا عن الملحدين سوى ما لقنهم اياهم كبارهم فانهم يعانون من فوبيا اجتماعية ضد الملحدين و كنتيجة لتصوراتهم فهم لا يلبثوا حتى يقوموا بمعادلتهم المقدسة:انا لست بمسلم اذا انا جاهل..لا افكر..فاسق..مجرم..معاند..الى آخر القائمة....و كأنما الديانة او المعتقد هي التي تحدد ميول الشخص و تصرفاته..

المشكلة عند هؤلاء انهم لا يعلمون ان هناك من يبذل المستحيلات فقط ليكون صادق مع نفسه.. و لكي تتطابق اعماله مع معتقداته..المسألة برمتها هي الصدق من النفس لا غير.. فلا ادري ما قيمة ان اكون مسلم و انا لا اكن للأسلام من اعمالي شيئ.. ما قيمة ان اكون مسلم و انا افطر شهر رمضان..ماقيمة ان اكون مسلم و لا ادفع الزكاة..ماقيمة ان اكون مسلم و انا ازني..ما قيمة ان اكون مسلم و انا اشرب الخمر..اذا قلت بعد هذا كله باني مسلم فانا لا اتلاعب الا على نفسي..من لم يكون صادق مع نفسه فمع من سيكون صادقا؟؟

انها الحقيقة الجلية:الصدق مع النفس..القناعة..الثقة عدا ذلك فانا اخدع نفسي قبل ان اخدع غيري و لن استمتع بهذه الحياة على هكذا قرار، ما اجمل هذه الحياة التي يعيشها الانسان الذي لا يخالف معتقداته و يبني مبادئه على مبدأ رصين..لا يقترف الانسان جريمة بحق نفسه بقدر الكذب عليها.

الحقيقة مفهوم صعب جدا لا يمكن اثباته في جانب معين مع هذا الكم الهائل من التوجهات و القياسات و المفاهيم المختلفة في كل فرد من البشرية جمعاء.. اما الجهل بعينه هو الحد من حريات الآخرين الاعتقادية و الشخصية على حساب معتقدات تقتصر على طائفة معينة و عادات تختص بمجتمع معين.

فمتى سيفهم بعض الجهلة هذه البديهيات الأساسية لحياة انسانية محترمة اتمتع بها انا و امتع الآخرين بها..هذا(الأقصاء الشمولي) الذي يمارسه البعض في حق الأحرار يجب ان يقتل و في اسرع وقت..نحن لا نريد ان ندفع ضريبة ضحايا جدد فلقد ارتوى التاريخ بدمائهم..(التزمت و التشدد الديني) هو اغذر ما ابتلت به الكرة الأرضية و كفا بالتاريخ شاهدا على ذلك.

يجب الحرص كل الحرص على نشر (مفهوم الحرية الانسانية) و نشره و تدريسه على نطاق واسع لعل هناك سيخضع للواقع و يتحرر من عنتريات الأنانية الاعتقادية..لعل الحرية وباصولها تشرق نورها على الأجيال القادمة.

الملحد يتخطى كل حدود عواطفه فقط لكي يثبت قناعته الشخصية ولا يخالفها.. بعيدا عن اي ضوضاء.. الملحد يعتمد في كل خطواته على بحثه و دراسته و استنتاجاته لا على كلام تلقاه من هنا و هناك..فانا عندما اسمع كلمة ((ملحد)) ينتابني احساس فوري بانه انسان يملك تجارب بغض النظر عن وجهة نظري في صحة او خطأ الذي اتجه اليه.

(التعميم لا يفيد شيئ) لكني اتكلم عن (منظور عام)