ولمّا أن وضع طبيب القصر يده على الندبة التي خلّفها رتق الانقلاب الأخير في كرسي الحكم وأخبر الدكتاتور أنه لن يعيش لأكثر من خمس إيداعات مصرفية وحوالى 736748 برميلاً من النفط ، جلس الدكتاتور على كرسي الجلد المحبب الفاخر المصنوع من أفخر جلود المعارضة البريّة وأرخى يداه على المساند المشغولة يدوياً من أظافرها المقلمة ؛ واستدعى ولده الأكبر لكي يعظه وهو على كرسي الموت . وما إن حضر الولد حتى أخرج عقله وغسله بماء النفط ثم أعاده ، وأخرج قلبه ووضع بدلاً عنه بيتاً جميلاً أبيضاً .
وبعد أن استقلب واستعرض بدأ ينعظ ولده ويقول له : يابني ، إياك وكشف مؤخرتك ؛ وإن كنت تضاجع زوجتك ، فلا تعلم أبداً ما تفعل يداها خلفك .
ومما بال : يابني . " لا تثق أبداً بحلاق أصلع ، إنه لن يحترم شعرك ".
ومما سيكام - وكل الأنظمة المختلفة التشابه - : " يابني . الانتقام طبق يلذ أكله بارداً "
وظل الدكتاتور يبول حتى تهدّل شارباه وصار بحاجة لحقنة تساعد أمعاءه على طرد الأشلاء ، ولما جيئ بالحقنة لم يستطع أحد حقن الدكتاتور فقد تبين أن مؤخرته قد تقرنت من فرط الجلوس بحيث لم تدع مجالاً لشك رأس الحقنة .
وقيل أنه من أهم ماورَّث ابنه ميدالية معدنية على شكل رأس نووي علا رأسه طحلب الحديد ولبلاب النحاس ، وقيل أنها من تراث العائلة الشخصي ، وقيل ....*
* والله وددت لو أكمل - فما قيل كثير - ولكن راودتني القِمّة اليوم ايضاً ... فأرسلت هذا الرد لأهــرول إلــــى .... حيث يجب أن أهـــــرول . ..عذراً .
بحث
قائمة الأعضاء
التقويم
وثائق المساعدة
