(03-26-2011, 08:00 AM)بهجت كتب: أ
" تحياتي أستاذ بهجت ، لاأدري لم لقاؤك بالذات يحرضني على طرح المزيد من الأسئلة.
وبشكل مختصر وسريع وإن كان يمكنك أن تسهب كما تريد، ماذا تقول في الأسماء التالية.
جمال عبد الناصر
ياسر عرفات
حافظ الأسد
أنور السادات
محمد حسني مبارك
ابن لادن
بوش الابن
صدام حسين
أحمد ياسين
....
1- جمال عبد الناصر : أهم شخصية عربية منذ صلاح الدين الأيوبي ، ربما لم يكن أحكمها أو أنبلها ،و لكنه أهمها لدوره التاريخي و لاتفاق العرب على زعامته .. نعم أراه بالأساس رمزا عربيا بأكثر من كونه قائدا مصريا .عبد الناصر هو ابن عصره و تحدياته ،ومن الخطأ أن نحكم عليه على ضوء قيم عصرنا اليوم ، الديمقراطية و حقوق الإنسان .. الخ ، فالفرنسيون يرون نابليون الطاغية أعظم رجالهم ، دون أن يحاضرهم أحد عن الديمقراطية فهم صناعها !.و لكني في النهاية أحب أن أرى عبد الناصر خادما لأمته و ابنا لها و ليس سيدا ولا أبا ، لذا لا أحب تقديس تاريخه ولا تقديس أي إنسان ، حسبنا نراه شخصية تاريخية قادت تجربة وطنية حقيقية تنتمي لمصالح الشعب .
2- ياسر عرفات : على المستوى الشخصي أحب الرجل و أقدر دوره التاريخي ،و أعتقد أنه زعيما ورمزا أفضل منه قائدا سياسيا ، و أرى أن الواقع قد تجاوزه منذ فترة ،و أنه أسير تصوراته و قيمه الماضية . القضية الفلسطينية لا تتحمل العجائز ..كنت أتمني قيادات أكثر شبابا اليوم ، و كثيرا ما توقعت هذا الدور للمرحوم فيصل الحسيني أو مروان البرغوثي . لا ننسى أن عرفات يواجه بشكل يكاد يكون منفردا حزمة من المشاكل المعقدة جدا ، المشروع الصهيوني العنصري التوراتي ، و التحيز الأمريكي الوقح ،و التخاذل العربي المهين ،و الأصولية الإسلامية المتفجرة ، ولهذا من الطبيعي أن تتعثر خطواته ، ومن الطبيعي أن يتقاعد منذ سنوات طويلة .. رغم كل هذا فإني موقن أن التاريخ سينصفه .
3- حافظ الأسد : دون أن أغضب أحدا ، أرى أن المرحوم حافظ الأسد لا يمكن مقارنته سوى بالدكتاتوريين العسكريين في أمريكا الجنوبية ، و نظامه مازال يكبل التطور السياسي في سوريا ، التي أراها أقدر الدول العربية على إنجاز ديمقراطية حقيقة في وقت قصير .
4- أنور السادات : كي نحكم على السادات لابد أن نسقط كثيرا من التهم الجاهزة . رغم هذا أؤكد أن السادات في النهاية حاكم عسكري أيضا و لا يجب أن تتملكنا أوهام حول ذلك . لم يكن السادات سيئا كما نعتقد ،و امتلك قدرة حقيقية على التفكير المستقل رغم محدودية ثقافته .كان السادات مصيبا في سعيه للسلام ،و لكنه أخطأ في كثير من خطواته .أتيحت للسادات فرصة تاريخية ليكون أول حاكم عربي يؤسس ديمقراطية حقيقية و لكنه توقف في ربع الطريق الأول ،و ظل هذا الربع هو كل ما لدى مصر حتى الآن !. و لكن أيضا لا ننسى أن السادات هو الذي أطلق المارد الأصولي من قمقمه ،و أنه كان يلهو بما لا لهو فيه .. الدين السياسي ، فدمر نفسه و بلده لسنوات طويلة .
5- محمد حسني مبارك : ضابط متواضع الإمكانيات جمد التاريخ المصري لسنوات طويلة .
6- ابن لادن : شخصية تراثية من جماعة الخوارج قفزت من كتب التاريخ إلى عصر لا تعرف عنه شيئا سوى المتفجرات ، المشكلة ليست في ابن لادن بقدر ما هي في ثقافة تتيح له الزعامة و قيادة التاريخ السياسي للعرب من مقاعد المتفرجين .كان عبد الناصر تجسيدا للزمن القومي ، الذي جعل إسرائيل في مواجهة العالم ، أما ابن لادن فهو رمز الزمن الأصولي الذي جعل العرب في مواجهة العالم .
7- بوش الابن : هو خطيئة التاريخ الأمريكي .
8- صدام حسين : الأب الروحي لعصابة ما فيا ، أصبح رئيسا لبلد عربي .
9- أحمد ياسين : عندما يجتمع النبل الروحي و الغباء السياسي ، تصبح المأساة مزدوجة ، فالنبل يجعله بطلا و الغباء يجعله خطأ ،و بين البطولة و الغباء تتوه الأحكام .نعم هو أحد الأبطال الذين لا أتمني أن يظهروا في تاريخنا الآن .. إننا في حاجة للدهاء لا البطولة ، فلدينا منها تراث كبير .
أعجبتني كثيرا هذه اللعبة
القاسم المشترك في جميع هذه الشخصيات هو الديكتاتورية
سأدلي بدلوي في تقييمي الشخصي لها
جمال عبد الناصر : قائد يتسم بالرومانسية والحلم أكثر من التخطيط الواقعي ووضع برامج عمل ، نياته صادقة وهو انسان جاء للسلطة كي يعطي وليس ليأخذ كقائد لديه كاريزما قادر على استقطاب الجماهير العربية حتى خارج حدود مصر بخطاباته أكثر من اي سياسي عربي وان يخطب لعدة ساعات متواصلة ارتجاليا ، وإنسان يرهق نفسه بالعمل ومؤمن بقضيته وبفكرة الوحدة العربية والعدالة الاجتماعية.
اقتصاديا هناك انجاز السد العالي الذي وفر الطاقة الرخيصة لمصر وحماها من الفيضانات والجفاف وبناء مصانع قطاع عام في مجالات متعددة لكنها ترهلت جميعها بعد وفاته وصارت عبءء على الدولة وهناك مجانية التعليم (البعض يعتبرها كارثة هبطت بمستوى التعليم) لكن على الجانب المظلم هناك تدمير الرأسمالية الوطنية المصرية صناعيا وخدماتيا وأيضا تدمير النشاط الاقتصادي الزراعي من خلال تفتيت ملكية الأرض وهناك تضخيم القطاع العام وتحويل معظم القوى العاملة لبطالة مقنعة.
عسكريا هزم الرجل في حرب 1956 وحرب 1967 اي في الحربين اللذان خاضهما وقد نجا نظامه من حرب 1956م بمعجزة وصدفة هي الموقف السياسي الامريكي الرافض للعدوان البريطاني الفرنسي والذي كان يهدف لتحجيم هذه الدول الاستعمارية بحينه لكنه لم يصنع نصرا عسكريا واحدا بحياته ، بالطبع البعض سوف ينسبون له انتصار الثورة الجزائرية لكني أنسب هذه الانتصار لأهل الثورة الذين قدموا مليون شهيد وليس لسواهم كما ان انهاء النفوذ البريطاني بالمنطقة جاء بسبب وجود توازن في حقبة الحرب الباردة وليس بفضل ناصر.
سياسيا : استطاع توحيد الأمة العربية خلف مشروعه بل وأعتبر انه صاحب الفضل في اعادة الهوية القومية والشعور القومي والوعي بهويتنا وليس اي من المفكرين او المنظرين ، لكنه لم يكن رجل دولة وصانع مؤسسات ولا حتى مؤسس لتنظيم سياسي عابر للحدود فالوحدة مع سورية جاءته على طبق من ذهب ولم يعرف كيف يحافظ عليها
طبعا الكتابة عن هؤلاء السياسيين تحتاج لكتب ومجلدات ولكن باختصار هذا هو رأيي بعبد الناصر