الحروب السريعىة هي مواجهات غير متكافئة تاخذ الصورة العامة التالية:
ميليشيا عسكرية تابعة لايران او سوريا تقوم بالمبادرة بارتكاب اعمال عدائية ضد اسرائيل ويتم تغطية العمل اعلاميا بتبريره بانه عمل مقاوم وممانع وعليه فلا يمكن اعتباره استفزازا واعادة طرح مجموعه المظالم مثل حصار غزة او مزارع شبعا بحيث يتم اعادة القضية الي الواجهة والتغطية علي المازق الذي يواجهه النظام (سواء خارجي مثل ملف ايران النووي او داخلي مثل التمرد الحالي علي نظام السوري).
وفي وجود طرف تستطيع توقع ردة فعله فلن نغلب في معرفة ما سيحدث لاحقا اذ ان اسرائيل ترد علي عمل عدائي سواء كان ميليشيا او جيش نظامي بنفس الطريقة ، وهي تملك حد ادني منخفض جدا للاستفزاز بمعني انه ستقوم بضربة جوية يليها توغل بري ، الامر الذي ياخذ زمنا وسطيا بحدود العشرة ايام ، تقوم فيه الجهعات الاعلامية المتعاونة بصنع دراما تلفزيونية من المشهد حيث ان الخير كله في كفة ، والشر كله بكفة ، ويتم نسيان العمل الاستفزازي الاول ، ويتم تخوين كل من يتحدث عن عدم جدوي الاعمال العدائية من هذا النوع وان الامر كله لايعدو كونه سيركا اعلاميا وليس نزال عسكري حقيقي يستطيع لوي ذراع اسرائيل وايلامها بما يجعلها تستجيب .
بمعني اخر يتم اعادة صنع الوسط الاعلامي لقصة "نحن ضد اسرائيل" لالهاء الشعب عن معاناته الداخلية ومطالبهم المشروعة بالعمل الكريم والحرية السياسية واجتثاث الفساد والكرامة في التعامل مع الشرطة ، حيث يصير الجدل ليس عن انتهاكات حقوق الانسان والتسلط و الشاوي والفساد لحاشية الرئيس وانما جعل الكلام هو عن المقاومة والممانعة والتيار الخياني وغير ذلك من كلمات تم تفريغها من محتواها الشريف وجعلها مجرد اسلحة في ترسانة انظمة همها الاول ببساطة هو استمرارها في الحكم فقط ، هذا التغير الاعلامي يكون نوعا من انواع الالهاء وتشتيت التركيز عن المطالب الحقيقية لشعب يرزخ في المعاناة السوداء في معيشته كل يوم مراهنين علي لعبهم علي وتر حساس ويكون الجدال فيه خطيرا حيث ان مشنقة التخوين جاهزة ومعظم الجماهير لا تفكر عندما يتعلق الامر باسرائيل.

انا اعتقد ان هذا امر سيحدث لا محال حيث ان هذا السيناريو هو احد اسلحة النمظامين وهو احد طرقهم لمواجهة التحديات .

اعتقد ستم لعب ورقة المقاومة في الايام القليلة القادمة