لا زلت تبحث عن ثورة نموذجية و يوتوبية يا أسامة
و أولا و قبل كل شئ أنا لست متفائلة لدرجة القول ان النظام سيسقط فهذا نظام أوسخ من نظام القذافي بمراحل و برأيي مستعد يحرق سوريا و الشعب السوري قبل أن ينخلع.
نأتي للديمقراطية التي لا تنزل من السماء و لا تستحدث من عدم. كيف سنتعلم ألف باء الديمقراطية ان لم نمارسها و ان لم نتعلم من التجربة و خوضها؟ لهذا لا بد من فتح الباب نحوها حتى نتتلمذ في ربوعها و نفهمها صح و بعدها نمارسها و نستثمر فيها صح.

من الذي قال لك ان القائمين على الثورة مصالحهم هي ضرب حماس و اضعاف حزب الله و عزل ايران؟
هذا الأجندة في دماغك أنت و أدمغة تلك الأطراف. أي بني آدم عنده فكرة عن أحوال الشعب السوري يعرف أن الهم الداخلي هو الدافع الرئيسي و ليس الخارجي. هل كان دافع الشعب التونسي هو علاقة بن علي المميزة بأمريكا و هل ثار الشعب المصري بسبب العلاقة مع اسرائيل و هل ثار السوري لأنه يتنعم في ثنايا الحرية و الرفاه بس منزعج شوي من العلاقة مع ايران؟؟

طبعا لا نريد لأي قطرة دماء من أي شعب أن تكون حجر شطرنج في ألعاب الآخرين على حد تعبيرك و لكن هل سألت عن أنهار الدماء و الجماجم التي تحطمت في سجون تدمر و صيدنايا و المزة و غيرها؟ و هل سألت عن كرامة شعب تم اذلاله و اهانته في كل لحظة منذ اعتلى الديكتاتور النافق حافظ السلطة و حتى هذه اللحظة؟ و هل سألت عن اقليات تعيش حياة الكلاب (مع الاعتذار عن التشبيه) في ظل بني قومجي؟ و هل من فراغ سميت سوريا "مملكة الخوف و الصمت"؟ هل من قليل لا زال الشعب متخوفا من الانخراط في مظاهرات مليونية ليطلب حقه في لقمة الخبز و الكلمة و الأمان؟
وكلها لبروميثيوس يا رجل فأوجاع 40 سنة أكثر من أن تعد وتحصى.