عزيزي شيشونق، ماني عارف صراحة شلون عملتني فقيه أهل السنة، مو ﻷصير من أهل السنة أول؟

إن كان أوافق علي نور الله أن الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان ينبغي أن يكون عليا بن أبي طالب لا أبا بكر بن أبي قحافة، مع عدم قولي بإثم من بايعه خلافا لعلي نور الله، ﻷن الخطأ في بيعة الشخص المناسب لم يكن خطأ شرعيا بل خطأ إداريا خلينا نقول، لكن كل هذا لا يعنينا اﻵن.

نأتي للزميل علي ورده علي،

أنت يا زميلي العزيز لم تطرح نظاما متميزا لنظام الحكم اﻹسلامي حتى يتم محاكمة نظام إيران وفقه، بل طرحت أطرا عامة وقواعد كلية لا يمكن بحال تسميتها نظام، ومع بعض اللي والتعديل تنطبق هذه الأطر العامة على معظم الدول العالمانية الكافرة أو اﻹشتراكية الملحدة والعياذ بالله.

معلش استعملت أسلوب مختلف هذه المرة، حتى تصحصح معي يا علي،

أستغرب فعلا من رجل مثلك، يتبع في أصوله النسق اﻹمامي الجعفري الاثني عشري، الذي يستغرب أصولا أن الله يترك الناس بعد وفاة رسول الله هملا دون إمام معصوم يدير أمورهم، ثم لا ينبس ببنت شفة عن النظام الذي ينبغي أن يدير اﻹمام الناس وفقه، هل عيّن الله اﻹمام وترك النظام؟

إن كان النظام أمر يستنبطه الناس من قواعد أخلاقية كليّة، فهذا عين ما ترونه عيبا على عمر بن الخطاب، أنه يجتهد مقابل النصوص، وهو عين ما تقوم به الفئات العالمانية المعتدلة في المنطقة، رجب الطيب أردوغان مثلا... استنباط ما توافق عليه الأغلبية، مع الباسها ثوبا محافظا، ولا مانع أن تكون زوجته محجبة وأن يلتزم هو بالصوم والصلاة والحج ﻷنها تبقى شؤونا شخصية، بل لعله يقوم بإمامة الناس في صلاة المغرب في بعض المساجد مجوّدا بصوت شجيّ.

يا زميلي العزيز علي،

هل شرّع الله نظام حكم متميز أم لا؟
إن كان قد شرّع هذا النظام فلا بد له من أركان وقواعد، كما للصلاة والحج أركانا وقواعد لا يقومان إلا بها، يعني من ترك ركنا من الصلاة بطلت صلاته ومن أخلّ بركن من أركان نظام الحكم اﻹسلامي بطلت إسلامية نظام حكمه.
إن لم يكن الله قد شرّع هذا النظام، فقد برّآت بذلك جميع مخالفي النظرية اﻹمامية الاثني عشرية من ذنوب الكفر والنفاق والفسق بل وحتى النصب، إلا من شتم منهم آل البيت علانية، فبغياب نظام حكم متميز واضح المعالم، صار لا بد للناس أن تعمل عقولها قديما وحديثا لإيجاد نظام حكم، وصار عمل أبي بكر ومعاوية بن أبي سفيان وأبي جعفر المنصور حتى تصل إلى مصطفى كمال أتاتورك وأنور السادات وجمال عبدالناصر وشاه إيران ومحاضر محمد وعلي عزت بيغوفتش ونصر الدين خوجة ويللي بدك اياه، صار عملهم طبيعيا في ملئ الفراغ الناتج عن غياب تشريع اﻹسلام لنظام حكم متميز واضح المعالم. إلا أننا نعيب على بعضهم أنهم خلال اجتهادهم لإيجاد هذا النظام الذي نسيه اﻹسلام أو أغفله عمدا، لم يراعوا أنهم في مجتمع محافظ يحب أن يرى حاكمه يتقدم الصفوف في صلاة الجمعة والجماعات، ويظهر صائما في عصاريّ رمضان، وتبرز امرأته للناس محجبة بين الفينة والفينة توزع الصدقات، ويزور بيت الله حاجّا أو معتمرا كلما عنّ على باله بعض الزاد الروحي.

نرجع نعيد السؤال يا علي، حتى لا تكون ضعت معي،

ما هي أركان وقواعد نظام الحكم اﻹسلامي بشكل منضبط ملتزم بالانبثاق من الكتاب وسنة المعصوم؟ لست عاميّا هنا، فرجاء بتعطيني الركن، دليله الشرعي، وجه الاستدلال. غير هيك يكون نظام الحكم اﻹيراني لا علاقة له باﻹسلام ولا علاقة للإسلام به ﻷن اﻹسلام لم يأت بنظام حكم لا مميز ولا غير مميز حتى ينسب إليه نظام الحكم اﻹيراني، ويكون نسبة نظام الحكم اﻹيراني إلى اﻹسلام عبارة عن عملية تعدٍّ على الدين وإكراه له ليصير سلاحا سياسيا في مواجهة المخالفين.

ركزلي على آخر فقرة يا علي، حتى لا نضيع..