اقتباس:Check this story, someone put it o facebook... Much love..
في هذا الوضع الذي نمر فيه..اجد نفسي بحاجة لاخبرك عن نفسي..خجلة من ان تظني انني راضية عما يحصل..ولكن ببساطة و بصراحة..اجد انه من الصعب جدا التخلص من رهاب الامن و المخابرات..و اموت رعبا من ان يقبض علي باي طريقة او حجة..و تروح عليي..

لطالما كنت في نظري صديقتي القريبة البعيدة..التي لم استطع يوما ان اجلس معها و اخبرها فعلا عن مكنونات نفسي..و لطالما رغبت بذلك بسبب صورة المرأة التي لا ترضى بالخطأ..و تصدق بالتغيير..و تـؤمن بمبادئ الحرية..و كل ما يسميه ابي مثالية ستموت مع انتهاء عمر المراهقة....او على الاقل..لست ككل من اعرفهم من"كبار"..من اهلي الى اقربائي..الذين رضخوا لكل الأشياء و قبلوا ان يهرموا..

انا في الحقيقة فتاة خائفة..من كل ما يجري حولي..

اخاف من ما قد يحدث..احلم بالتغيير..احلم بان اقول ما لدي في هذا البلد المرعب..اكره ما يحصل هنا منذ نعومة اظفاري..و اسكت..

و الآن اصبحنا نخشى ان نضغط لايك لصفحة تفوح منها رائحة المعارضة..

او الحرية..

نخشى ان نكتب تعليقا قد يفهم بطريقة خاطئة..احزن و قد ابكي..على زمن انتزعت منا حريتنا حتى آمنا اننا خلقنا هكذا....

اليوم ذهبت الى جامعتي

و عند وصولنا اكتشفنا ان الدوام ملغي..ولا محاضرات ستلقى..وزعوا علينا الاعلام..عبؤونا في باصات ذاهبة الى مركز المدينة..

جعلونا نسجل اسماءنا على ورقة..

صاح الطلاب الجامعيون الذين سيبنون المستقبل..مطرح ما الاسد بيدوس..نحنا منركع و منبوس..

و انا جالسة فيما بينهم لا انبس ببنت شفة..

رغم خوفي..الا انني لن ارضى و لو بعد مئات السنوات ان اهتف بهذا الغباء و الحيوانية..

قرفت ان امسك حتى علم بلادي..و الطلاب ينادون و يغنون اغاني التمجيد و التأليه..بلا اي تفكير..بلا اي مرجعية..احدهم بكل صدق اسماه عرس الوطن..

وصلت الحافلة الى مكان الانطلاق و نزل الطلاب و بدؤوا يتجمعون عشكل مسيرة...اخذت روحي و مشيت وحيدة..نشازا عن هذا الجنون..امشي في الشوارع الممتلئة سخافة..

رأيت ابناء قرى و ابناء مدن..يهتفون..للدم و للبقاء الابدي..

رأيت امرأة عجوز..من قرية قريبة..تحمل ترمس قهوة على رأسها فيه زهور..و قرآنا باليد الأخرى..و تتكلم مع نفسها.. تمشي بجهد..تحدث نفسها بعجائب الرئيس و قدرته الربانية...كانت الإنسان الوحيد لربما في مسيرة الخداع هذا..الإنسان الوحيد الصادق..فهي قد آمنت بهذا النظام...و هذا ما جرح قلبي....

و الآن ..و بعد كل هذا السخف الاعلامي الذي نراه..و جنون المؤامرات ..احمل املا وحيدا انانيا في قلبي..ان يخرج الرئيس غدا باصلاحات حقيقية..لا يحق لي ان اغفر له و لنظامه عما جرى..و لكن رعبا مزروعا في قلبي ان اي طريقة غير هذه الطريقة للتغيير في سورية..سيجعل البعث ينتفض و يمزق البلد اشلاء..و يجعل القذافي ملاكا مقارنة فيه..

اعذري انني شابة عجوز اكلمك..اعذري تطويلي و اعتذر عن الملل الذي اصابك..

و لكنني حزينة..

و لعلني ما ازال طفلة تبحث عن احد "الكبار"..يعطيها املا ما في المستقبل..املا غير الرضوخ و السكوت...املا بان استطيع ان احب بلدي كما احب حبيبي..

املا بان اقول كلمة دون ان اخاف..بان ارسل رسالة من هذا النوع دون ان احسب الف حساب ان كانت هذه الرسالة ستوصلني بطريق الصدفة الى المعتقل...

و اعذريني مجددا...