صحف ألمانية: الأسد لا يصدق نفسه 01/04/2011
خالد شمت-برلين
رأت صحيفة ألمانية أن الرئيس السوري بشار الأسد استخدم في خطابه -الذي عزا فيه الاحتجاجات الدموية في بلاده إلى مؤامرة خارجية
- "لغة فارغة لا تنطلي إلا على شديدي الغباء"، 
فيما اعتبرت أخرى الخطاب "مسرحية متقنة".
فتحت عنوان "لا جديد من سوريا" كتب كبير محرري صحيفة "فرانكفورتر ألجماينه تسايتوتغ" فولفغانغ ليرش قائلا إن "بشار الأسد يريد أن يجري تحقيقا حول المظاهرات الدموية الأخيرة في مدن دولته، هذا هو
المضمون الجاف لخطاب الرئيس السوري الذي انتظره شعبه والعالم بترقب بالغ".
وأضاف ليرش "ما قاله الأسد لا يخرج عن كونه توثيقا لخداعه لذاته، أو تدليلا على أنه سجين لأفكاره الخاصة المنحصرة في الاحتفاظ بالسلطة لنفسه ولأسرته العلوية، ولحزب البعث الحاكم منذ عام 1963" .
وقال الكاتب "رغم أن الرئيس السوري في مرحلة الشباب إلا أنه يمثل عالما من الماضي، وهو شديد الذكاء بشكل يُجزم معه بأنه لا يصدق ما قاله في خطابه عن تحول سوريا إلى ضحية لمؤامرة خارجية".
وأضاف "كما أن لجوء الأسد إلى أفكار التآمر عبر عن طبيعة عربية تميل إلى تبرئة الذات، وعكس لغة فارغة لن تنطلي إلا على شديدي الغباء".
وأشار إلى أن "الرئيس السوري المقيم في قصره المرتفع بدمشق لم يستوعب بعد أن هناك ربيعا عربيا هب من الرباط إلى مسقط، وتفتحت أزهاره أيضا في سوريا".
وخلص إلى أن
بشار الأسد "ينتمي مثل نظيره اليمني علي عبد الله صالح إلى فئة ترفض القبول بالواقع، وتصر على الوقوف ضده حتى آخر لحظة".
اختبار الجمعة
وفي صحيفة فرانكفورتر روندشاو تطرقت الكاتبة بيرجيت سيرها إلى تأثير خطاب الرئيس السوري على مواطنيه، وأشارت إلى أن قطاعا من السوريين المستقلين عن النظام والمعارضة يعارضون نشوب حرب أهلية في بلادهم مثل التي في العراق، ويعلقون آمالهم على قائدهم الشاب في قيادة البلاد نحو الانفتاح.
وذكرت أن شريحة أخرى من السوريين يتقدمهم سكان درعا وغيرها من المدن السورية، لم يعودوا عابئين بشيء سوى مواصلة احتجاجاتهم سعيا إلى الحرية، وأشارت إلى دعوة على الإنترنت تحث السوريين على الإضراب جلوسا في أماكنهم يوم الجمعة القادم.
وقالت الكاتبة إن
حجم الاستجابة لهذه الدعوة وطبيعة تعامل القوى الأمنية السورية معها، سيقدمان إجابة على سؤال يطرح نفسه هو: هل سيمنح السوريون بشار الأسد فرصة أخيرة لتحقيق الإصلاح، أم إن صبرهم على رئيسهم قد نفد؟.
فساد وولاء
وتحت عنوان "لا حديث عن الإصلاح"، قالت صحيفة دير تاجسشبيغيل إن المثقفين السوريين المعارضين اعتبروا أن ما أعلنته مستشارة الرئيس بثينة شعبان واستقالة الحكومة السورية "ليس إلا خدعة لن تؤدي لتغيير يذكر".
وقالت الصحيفة "توحشت أجهزة الأمن السورية، وضرب الفساد أطنابه في كافة المجالات، وارتبط بشكل وثيق بالأسر المتنفذة، وباتت الرشوة روتينا يوميا، وارتفعت معدلات البطالة وأسعار المواد الغذائية الأساسية بصورة هائلة".
وأضافت أنه "رغم كل هذه الأوضاع فإن السلطات السورية دفعت الآلاف إلى شوارع دمشق للتعبير عن ولائهم لبشار الأسد،
في مظاهرات انتشر فيها عملاء الاستخبارات بكثافة، مما يظهر خوف النظام السوري حتى من المظاهرات المفترض تأييدها له".
http://www.aljazeera.net/NR/exeres/D4786...leStatID=9