المهندس المصرى المتهم بالتجسس يروى لحظات الصدمة والرعب
المصدر: الأهرام اليومى
دمشق ـ أ .ش . آ:
في مايو 2010 سافر المهندس محمد أبوبكر رضوان إلي دمشق ليعمل مديرا بشركة خدمات بترولية، وظلت حياته هناك تسير بوتيرة عادية حتي يو 25 مارس الماضي حيث ذهب لاداء صلاة الجمعة في الجامع الأموي أكبر وأشهر مساجد دمشق وهناك حدث ما لم يتوقعه أبدا. ويروي رضوان الذي يحمل الجنسية الأمريكية ايضا تفاصيل ذلك اليوم الذي قاده إلي تهمة التجسس لحساب إسرائيل.
إذ قال رضوان إنه اثناء القاء خطبة الجمعة وفي منتصف الخطبة تقريبا فوجىء بقيام مجموعة من الحاضرين تهتف يشعارات وأخري تهتف بشعارات مضادة ثم لاحظت ان كثير من المتواجدين في المسجد يستخدمون أجهزة التليفون المحمول وبدأوا تصوير المشاهد داخل المسجد وكان عددهم يزيد علي 30 شخصا. وقمت من جانبي كنوع من الفضول والتقط بعض الصور من خلال المحمول الخاص بي وصورت تقريبا دقيقة أو دقيقتين وبعدين فوجئت أن معظم الناس بدأت في الخروج من المسجد ولم تكمل الصلاة.
وأضاف: لم أكمل الصلاة وخرجت معهم بهدف المشاهدة والفرجة فقط وكان جهاز المحمول لايزال بيدي ولحظة خروجي الي الساحة المقابلة للمسجد وجد أحد الاشخاص يسأل أنت تستخدم الانترنت فأجبته بالنفي. فرد "انت بتبعت بالانترنت" وبعد ذلك تم إلقاء القبض علي مع مجموعة اخري حيث تم احتجازي لدي السلطات الامنية.
وأضاف بانه اقتيد الي احد الاجهزة الامنية حيث جري استجوابه عبر العديد من الاسئلة العادية الروتينية عن أسمه وعمله ومحل اقامته في سوريا وطبيعة العمل موضحا بان تلك كانت الاسئلة التي توجه لكل واحد من الذين تم القاء القبض عليهم واستمرت التحقيقات عدة أيام معي واستمر احتجازي بشكل منفرد لمدة اسبوع.
وأكد المهندس محمد ابوبكر أنه لم يذهب إلي إسرائيل ولم يرسل فيديوهات ولم يتقاض أى مبالغ من أى جهة وأنه كان يلتقط الصور بشكل فضولي عادي مثل الناس لحظة الحدث" عمري وماكان في ذهني ولاتفكيري أن أعمل أى شيء يضر الشعب السوري من منطلق اننا اخوة وشعب واحد".
وعن كيفية قضاء حياته خلال تلك وقال لأنني علشان لم أكن أعرف اين أنا كان لدي شعور كبير بالخوف والقلق ولا اعرف ما سيحدث بعد ذلك فوجئت بأنهم متعاطفون جدا معنا جميعا وكانوا يلبون كل طلباتنا من حياة معيشية .
وعن كيفية تلقيه قرار الافراج. تابع بقوله: فوجئت انهم اخذوني من المكان الذي أقيم فيه ستة أيام إلي مكان اخر وقاموا بتسليم متعلقاتي التي قمت بتسليمها لحظة دخولي. وأضاف بعد ذلك قاموا بنقلي إلي مكان وأدخلوني إلي مكتب مجاور ففوجئت بالسفير المصري شوقي إسماعيل وعرفت لحظتها ان تلك الإجراءات كانت بشان الافراج عني.
وعندما خرجت وقمت بتسلم متعلقاتي والتقيت السفير شوقي إسماعيل عرفت ماذا حدث الاسبوع الماضي من اتصالات وان والدي موجود هنا.
وقال إن السفير اخبره بما جري من اتصالات مع كل السلطات السورية وان الافراج عنه جاء بقرار من الرئيس بشار الاسد انطلاقا من العلاقات الودية الوطيدة بين البلدين موضحا انه اثناء اجراء السفير مكالمة مع احد الاشخاص انه علم في منتصف المكالمة أن والده هو الذي يتحدث مع السفير وانه موجود في دمشق.
وعن شعوره بقرار الافراج ومشاهدته للسفير المصري. وقال رضوان: لم أصدق نفسي وكأنني بحلم « وأن السفير المصري يقف أمامي. ولم أكن اتصور أن المسالة ستصل إلي السفير وأن العملية كانت كبيرة جدا جدا وفاجأني احساس اني قريبا استطيع ان اركب طائرة مصر للعودة إلي أهلي وبيتي واحبائي لافتا إلي أنه اخر مره ترك فيها مصر كان احساسة بفخر كبير انه مصري معتبرا أن تلك أصعب فترة يسافر فيها إلي مصر وبداخلة احساس بالفرح والسرور والبهجة والطمأنينة.