أعتقد يا صاحبي أنكما كلاكما تسقطان الوضع الحالي على التاريخ .
التشيع كمذهب إسلامي كما نعرفه الآن ظهر لاحقا على استشهاد الإمام الحسين ، بل لم يتبلور سوى على يد الإمام جعفر الصادق ،( ولد عام 80 هـ في المدينة المنورة وتوفى فيها سنة 148هـ) ، وإليه انتشار مدرستهم الفقهية. ولذلك تسمى الشيعة الاثني عشرية بالجعفرية أيضا ، بينما استشهد الحسين رضي الله عنه يوم الجمعة،العاشر من المحرم سنة 61 هـ. و بالتالي فشيعة اليوم لا علاقة لهم بمن بايعوا الحسين في الكوفة ثم خذلوه ، فهؤلاء كانوا من عموم المسلمين قبل أن يظهر التشيع بسنوات طويلة . حتى الفئة القليلة التي ظلت على عهدها للحسين لم تفعل ذلك كنوع من العقيدة الدينية ، بل كموقف سياسي ،وهذا ما يمكن ان نطلق عليه التشيع السياسي . علينا أن نتذكر أن أهل الكوفة كانوا من مؤيدي علي بن أبي طالب ، لهذا فكثير منهم ظل على وفائه لأبنائه ، و لكن حتى هؤلاء لا يمكن ان نصفهم كشيعة بمعايير اليوم ، فهم لم يبايعوا عليا سوى مع عموم المسلمين ، بعد ان سبقه إلى الخلافة ثلاثة من صحابة النبي ، أي أنهم لم يروا عليا أحق بالخلافة ، أو على الأقل لم ير معظمهم ذلك .
الخلاصة أن وضع دم الإمام الحسين في رقبة الشيعة نوع من المغالطات التاريخية .
............................................................
أي ذكرى للحسين هي ذكرى طيبة .
و لكن لم لا نترك التاريخ لساحته ،و نركز حوارنا على القضية السياسية التي طرحها الزميل علي نور الله ؟.