يعرض الفيلم قصة الصبي العبقري ويل هانتنج الذي يملك موهبة فذة , تتجلي تلك الموهبة في قدرته علي حل المسائل الرياضية المعقدة في أي مجال , كما أن له قدرة فائقة علي حفظ واستظهار أي كمية من المعلومات , صديقته سكايلر في لقاء بينهما تسأله إن كان له قدرة علي الحفظ البصري حين تفكر في تفسير موهبته بعد أن لاحظت عند أول لقاء بينهما كيف هزم أحد الطلبة الذي كان يتفاخر بمعلوماته التاريخية , كما أنه قام بحل تمرينها في الكيمياء العضوية , يجيبها ببساطة أنه لا يعرف سوي أن ينظر للمشكلة أمامه وفجأة يبزغ الحل في رأسه , يوضح لها بمثال أن موتسارت عندما نظر للبيانو ورأي الأصابع البيضاء والسوداء عزف علي الفور .
هذا الصبي العبقري ينظر لموهبته باحتقار , يعمل في مجال المباني ولديه ثلة من الأصدقاء , يجوبون الحانات ويفتعلون الشجار مع الآخرين ويؤدي به ذلك إلي السجن , وبجانب عمله في المباني فإنه يعمل كعامل نظافة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا , يحل بعض المسائل الرياضية المعقدة التي يضعها البروفسير جيرالد للطلبة كتحد لهم دون أن يعرف أحد من الذي حل تلك المسائل , وفي مساء ليلة وهو يحل أحد المسائل يراه البروفسير جيرالد ويطارده فيختفي فيعود البروفسير إلي اللوحة ويري حل المسألة فيبدأ هو ومساعده في البحث عنه , حتي يصل إليه بعد البحث في قاعة المحكمة , يخرجه من السجن للخضوع للتوجيه النفسي , ويبدأ في عرضه علي أستاذ علم نفس ومنوم مغناطيسي ولكنهما لا يستطيعان التعامل معه لفظاظته وتلاعبه بهما , فيضطر البروفسير إلي اللجوء إلي زميل دراسته القديم شون أستاذ علم النفس لكي يري حالة ويل هانتنج , وفي تلك الأثناء يكون الصبي مشاركا للبروفسير في حل المشاكل الرياضية المعقدة , تتطور الأحداث بينه وبين المعالج النفسي شون وبينه وبين صديقته سكايلر وبينه وبين صديقه تشاكي وبينه وبين البروفسير جيرالد , وينتهي به الأمر إلي رفض السفر مع صديقته إلي كاليفورنيا مسببا لها جرحا كبيرا , ورافضا للوظائف التي أتاحها له البروفسير جيرالد , ومسببا مشاكل مع المعالج النفسي شون وغير متفهم لحقيقة العلاقة بينه وبين تشاكي .
ينتهي الفيلم بعد حلول لكل تلك العقد الصغيرة التي كونت ذروة العقدة في الفيلم .
سوف أتناول في المداخلة التالية كيف عمل السيناريو البارع في عمل خطوط متعددة منها ماهو متقاطع ومنها ما هو منفصل .
سوف نعالجها من خلال البؤرة التي سلط عليها السيناريو الضوء وهي حالة العبقرية للصبي ويل هانتنج , لكي ينطلق منها ليعالج مشاكل أخري مثل التنافس , الحب , الصداقة , القسوة في تربية الأطفال , أهمية العبقرية ورعايتها , وكثير غيرها .
الخط الأول : علاقة البروفسير جيرالد بالصبي العبقري ويل هانتنج
الخط الثاني : علاقة المعالج النفسي شون به أيضا
من هذين الخطين يخرج لنا خط وهو علاقة شون بالبروفسير جيرالد
الخط الثالث : علاقة ويل هانتنج بصديقته سكايلر
الخط الرابع : علاقة تشاكي به أيضا .

كوكو