إسمع يا رحيل الورد

بالنسبة للفارق بين الإيمان و الإسلام فهو فارق بسيط ولا يخدم القضية التي تدافع عنها.
لأن الأحاديث التي إستشهدت بها في المقال هي أحاديث صحيحة بالنسبة للمؤمنين بها و بالتالي فهي ملزمة, و تلك الأحديث لا تتحدث عمن يؤمن او من يسلم بل من يقول لا إله إلا الله فقط.
يعني فليكن الإيمان أفضل أو الإسلام أفضل .. لا يهمني, المهم هو أن من يقول الشهادتين أو حتى الجزء الأول منها سينقذه الله من جهنم بل حتى لو زنى و لو سرق.
و مرة أخرى لا يعنيني تفسيراتك التي تلون الدين بغير لونه فالأحاديث باللغة العربية و هي مفهومة للجميع, و حتى أبو ذر الغفاري قد لاحظ كيف أنه من الفجاجة أن يدخل الجنة فقط من يقول لا إله إلا الله لدرجة أن رسولك عادها على مسامعه : حتى و لو زنى و لو قتل برغم أنف أبي ذر.
يعني دفاعك المستميت هو عن دين أعوج لا يستحق الدفاع عنه بل يستحق أن يتم دفنه و الإنتهاء منه.

ثم تعالى هنا

أنت لم تذكر لي أهمية الإيمان المطلقة تلك ..
يعني سواء الإيمان أو الإسلام ما أهميتهما معا, أليس من الأفضل أن يتبع المرء الخلق القويم و كفى.
بغض النظر عن أن يؤمن او يكفر فالمهم هو أخلاقه و ليس ما يصدقه.
يعني مثلا أنا لو صدقت ان الشمس لونها أخضر : ما أهمية ذلك ؟
المهم هو سلوكي و معاملاتي مع الناس و ليس ما أصدقه أو أكذبه.
و نفس الشيء ينسحب على وجود الله : أنت تصدق و أنا أكذب .. كل واحد منا حر.
أما من يدخل الجنة و يترقى فيها فهو الأقدر على فعل الخير و الأكثر حبا للناس و ليس من يصدق أو من يكذب.
و لكن لا ..
الفكرة هي أن الإيمان يربي الكسل و يعفي الإنسان من أن يكون على خلق ..
فقط عليك أن تؤمن لتدخل الجنة : يا سلام .. و ماذا عن الأخلاق و الخير و الحب و غيره ؟
لماذا لا تكفي وحدها لدخول الجنة ؟
هي لا تكفي بالنسبة لكل كسول يريد أن يدخل الجنة بأقل مجهود بل بغباؤه و سذاجته فقط.
هي لا تكفي لكل من لا يقدر على فعل الخير و يكتفي ببعض الحركات الأكروباتية خمس مرات في اليوم.
و لهذا يتفشى الفساد الأخلاقي و الكذب و الغش و الخداع و كل ما هو خسيس في المجتمعات المتدينة.
لأنكم إستبدلتم الأخلاق بالإيمان و أسميتم الخضوع الساذج لاديان غبية تقوى و ورع.

عموما لا إله و لا نبي و لا جنة و لا جهنم بل هي الحياة الدنيا الفانية فقط ..
سواء شئت أم أبيت فلن تصحو بعد موت و لن تحاسب على "إيمانك" ..
بل ستتحول إلي عدم كما كنت عدما قبل أن تولد.

كل ود