(04-12-2011, 06:38 PM)أبو إبراهيم كتب:  سوريا عاشت التنوع العرقي والطائفي منذ قرون. وقد تعايشت مع هذا التنوع بشكل ناجح.
ففي بداية القرن العشرين، عندما نزح إليها الأرمن والشيشان وتلقتهم بصدر رحب، ودافعت عنهم ضد من كان يلاحقهم.
كما أن الفلسطينيين والعراقيين كانوا أكثر من أهل عندما لجؤوا إلى إخوانهم السوريين.
والطوائف موجودة في سوريا منذ وجدت الأديان. وهي بذلك تتميز بشكل إيجابي عن غيرها من الدول العربية.
ولم تقع في فخ التقسيم الطائفي الذي حاولت فرنسا أن تلعبه في العشرينات من القرن الماضي.
والعقود الأخيرة شهدت اختلاطاً لهذه الطوائف وتمازجاً محموداً...

التخوف من الطائفية عقدة سببها لبنان وتاريخه الحديث، حيث لعبت فيه أصابع الدول الغربية والعربية معاً لتحكم سيطرتها عليه. وتثبيت أقدام الديمقراطية في سوريا سيزيل جزءاً كبيراً من لعبة الطائفية في لبنان.

أما التخويف من هذه الطائفية، فهو لعبة قديمة لعبتها الأنظمة لربط شعوبها في حظيرتها، وضمان عدم خروجها عن سيطرتها..... ولم تعد هذه اللعبة لتنطلي على أحد....

دعونا نقفز جميعاً من الشجر، ولنكن أول البشر.....
وفي أسوأ الأحوال سنبقى قردة كما كنا من قبل....

أنا أقدر حماسك يا سندي ولكني لن أفتح "صفحات التاريخ المطوية" الآن كي لا أثبط عزيمة أحد، فتاريخ سوريا مع "الفتن الطائفية" قد يكون أفضل قليلاً ولكنه ليس أفضل كثيراً من تاريخ ما جاورها من "بلاد الشام".
باعتقادي أن ليس علينا اليوم "فتح صفحات تاريخ مطوية" - لأنها سوف تضر ولن تنفع -، ولكن علينا التعويل على "الفهم المعاصر" عند السوريين للوطن والمواطنة وتعطشهم للديمقراطية وتأثرهم بروح العصر بعد ما يناهز الخمسين عاماً من حكم ديكتاتوري دموي قمعوي فئوي.

التعويل اليوم إذاً ليس على التاريخ الذي سوف تلفح ناره كل فئة وكل جماعة في بلاد الشام - على اتساعها - ولكن على الحاضر وعلى المستقبل.

وعاشت سوريا موحّدة حرة أبية كريمة ديمقراطية (مع أني لا أعلم كيف يمكن للديمقراطية أن تعيش مع نظام عائلة الأسد، خصوصاً أن المثل الشعبي يحذرنا من هذا بدوره وهو يقول: "يا طالب الدبس، من طيز النمس، كفاك الله شر العسل"!!! ....

واسلم لي
العلماني