الاخ طيف :
............
عقيدة الارجاء ككل المذاهب التي ظهرت في الاسلام جاءت نتيجة لظروف سياسية ونشأتها نشأة سياسية ثم تحولت الى عقيدة تكلم بها الفقهاء ووضعوا لها الاسس الايمانية
.........
الجواب:
عزيزى , انا لا اوافقك فى ذلك .
لا يمكنك تعميم هذه القاعدة
بالنسبة للمذهب الشيعى الاثنى عشرى فهو ظهر دينيا بنصوص دينية و ليس سياسيا , و هذه الفئة الدينية التى التفت حول اهل البيت بنصوص دينية , واجهت مشاكل سياسية و تفاعلت مع محيطها السياسى فتكتلت فى مواجهات سياسية .
اعتقد ان كلامك صحيح باللنسبة لبقية المذاهب الغير شيعية , فهى لا تدعى النص عليها دينيا بل تدعى ظهورها اجتهادا , بينما الطوائف و المذاهب الشيعية تتخذ شرعيتها من نصوص دينية .

بالنسبة للحسن بن الحنفية فمعلوماتى عنه انه لم يدع الى الارجاء بل حدثت هذه الشبهة نتيجة تاليفه كتاب اسماه الارجاء و لكنه لا يقصد به الارجاء كعقيدة , و قد حدث هذا الخلط مع كثير من العلماء الذين تمت نسبتهم الى عقيدة او مذهب نتيجة عبارة او كتاب او راى وافق فيه جماعة اخرى فنسبوه اليهم و هو ليس منهم
فمثلا نسبوا الشيخ محيى الدين بن عربى للتشيع لانه قال بالاقطاب الاثنى عشر الذين يقوم الكون عليهم و من غيرهم يتهدم الكون , و حبه الشديد لاهل البيت عليهم السلام و غير ذلك من توجهاته و عقائده التى وافق فيها الشيعة فاعتبره بعض السنة و بعض الشيعة من الشيعة الاثنى عشرية , و فى الحقيقة من يتعمق فى كتاباته يجده سنيا و مخالفا للمذهب الاثنى عشرى فى قضايا كثيرة لا يمكن معها اعتباره اثنى عشريا , فانا شخصيا اعتبره (سنيا اثنى عشريا) مع الاحترام و التقدير لهذا العالم الجليل .
ملاحظة :فى الحقيقة هو سنى مالكى النشاة و العقيدة و الفقه , و لكن فتوحاته و كشوفاته العرفانية الروحانية قادته للتقارب مع المذهب الاثنى عشرى.
و هناك علماء اخرون تمت نسبتهم الى فئة ما نتيجة التركيز على جانب من ارائهم و عقائدهم دون التحقيق الشامل فى حياتهم .
بالنسبة ل(محمد بن الحنفية) سلام الله عليه , فانه كان مواليا للائمة الاثنى عشر و نحن نعتبره شيعيا اثنى عشريا , و تم احتجازه من عبد الله بن الزبير كرهينة و هدد بحرقه للضغط على الشيعة الاثنى عشرية و لكنهم استطاعوا تحريره بالقوة .
و المهم فى موضوعنا
اننا لا نعتقد عصمة غير الائمة الاثنى عشر من ذرية الامام على عليه السلام , و موقفهم يحدد نظرتنا اليهم , فالصالح منهم نواليه و الضال نتبرء منه .

اللهم صل على محمد و ال محمد
لا فتى الا على و لا سيف الا ذو الفقار