عزيزي ثندر :

لا أستطيع إنكار ان الجيش هو المتحكم الأول و الرئيسي للبلاد، و أعتقد سيظل هكذا..على الرئيس الجديد إما أن يكون منتمياً للمؤسسة العسكرية، أو أن يكون تابعاً لها و ليسوا هم التابعين له. ولا أعتقد أنه بسهولة سيتنازل الجيش عن حقه في الحكم لمدة 60 عاماً لإعطائها لشخص مدني...وصدق أو لا تصدق هناك الكثير من المصريين والمثقفين لازالوا مؤمنين بأنه لابد و أن يكون الحاكم عسكرياً (بالمناسبة أنا من هؤلاء الناس) أو تابعا للمؤسسة العسكرية لأن مصر بلد مستهدفة من العالم كله و من الداخل والخارج، وطالما أن هناك اسرائيل على الخريطة، فأنا مؤيد لأن يكون الرئيس عسكرياً قيادياً و ليس مدنياً ذو فكر.

أعتقد مثلاً أن هناك حلول وسطى، مثلا أن يكون نائب الرئيس هو المتحكم بكافة السياسات الداخلية و المتعلقة بالتعليم و الشرطة و كافة الأمور الداخلية و يكون هذا الرجل مدنياً كالبرادعي أو موسى مثلاً ، و أن يكون رئيس البلاد تابعاً للقوات المسلحة ويرسم هو و المخابرات العامة و الجيش مستقبل البلاد في السياسة الخارجية مثلاً أحمد شفيق أو أي كائن أخرى تابع للقوات المسلحة أو المخابرات.

بالمناسبة هناك ملفات يتهمون فيها مبارك بالفشل خارجياً مثل ملف النيل و العروبة وخلافه، و الحق يقال أن الرجل مواقفه رائعة خارجياً وخصوصا في التعامل مع ايران و مع تهديدات المياه جنوباً و التعامل مع حماس و كذلك في التعامل مع الصهاينة بمبدأ منكم و عليكم و غيرها من الملفات التي جنّبت مصر ويلات الحروب و الكوارث، ولم يكن موقفه انبطاحياً كما يصور البعض لأنه كان حليف عنيد و ليس تابعاً لهم، بإعتراف الأمريكان أنفسهم. و لكن بالطبع الإعلام المهللاتي الآن سينسى كل تلك الأمور..وليس دفاعاً عن مبارك نفسه ولكن شهادة للتاريخ أخشى أن ننساها و يأتي اليوم الذي ندافع فيه عن مبارك مثلما ندافع الأن عن الملك فاروق!!

بخصوص أسئلتك:

1- الوضع الآمني سيء جداً ولازالت هناك حالات السرقة في وضح النهار ، و العصابات المسلحة تتكاثر بشكل مخيف في القاهرة و في المحافظات البحرية، المكان الوحيد الآمن بمصر حالياً هو الصعيد و العريش و تلك المدن اللي يحكمها أهلها وليس الحكومة نفسها.

2- حل الحزب الوطني لا يفيد ولكن لا يضر أيضاً، بعض رجال الحزب الوطني واثقون من النجاح في الإنتخابات دون شكّ و دون تزوير أصلاً سينجحوا بلا منازع، هناك رجال أعمال تابعين للحزب الوطني يعشقهم أهل البلاد ولا تصدق التخاريف الإعلامية التي تصفهم بالشياطين، فبعضهم ولاد بلد و رجالة جداً و صرفوا ياما على أحيائهم و ياما دخلوا ناس الشرطة والنيابة والجيش وبالتالي لهم قاعدة عريضة وسط الناس. ولذلك سواء بالحزب أو من غيره فلن يفرق معهم لأن لهم قاعدة شعبية كبيرة.

أيضاً أثق أن طلعت السادات رجل شرس و سيستطيع بناء حزب جديد بمعاونة المتبقين من رجال الوطني...ولكن في النهاية أنا ضد اجتثاث الوطني، كما حدث في العراق لحزب البعث..فالمفروض أن الفكر لا يحارب إلا بالفكر وتلك الأحزاب ليست ميليشيات لتفكيكها. و هكذا قرار قد يؤدي للعنف لأنه ليس من حق أحد تصفية حزب يعتبر من أقدم أحزاب مصر لأنه لم ينشأ في عهد مبارك، ولكنه كان قبل مبارك بعشرات السنين...فبأي حق يتم حلّ الحزب؟

3- في مصر الأن لا يمكن الرهان على أي شيء، فقط أتمنى أن لا تكون الأغلبية إخوانية و أن تكون الإنتخابات القادمة بها قائمة نسبية، و أن يتم منع السلفيين من مزاولة أي نشاط سياسي و توضيح الأمور للناس بأن الشيوخ للدين، و السياسيين للسياسة.

---

ليلى : أسمحي لي سأرد عليكِ غداً لأن ميعاد نومي قد حان.