عزيزي "هولي مان"؛

أنا لا أتعامل مع الواقع الثوري بمثالية، فلا توجد ثورة مثالية، كما هي الحياة تماماً
والأشياء لا تصنع كصورة طبق الأصل لما نرغبه

إحدى أكبر الثورات العالمية ومشعل النور في العالم الحديث؛ أعني الثورة الفرنسية، كانت حين ولادتها أبعد ما يكون عن المثالية، وعمتها فوضى دموية دامت لسنوات قبل أن تتمخض عنها "أولى الإيجابيات".
أنت أيضاً تريد الحصول على نتائج الثورة في الثورة نفسها، وهذا ضرب من الخيال .. إذ لدينا نصف قرن من القمع والتهميش للوطن والمواطن والإنسان وللعلمانية (رغم أن النظام يدعي العلمانية، فلم يستطع إلا زيادة التقوقعات الطائفية في البلاد عن ذي قبل، وشكل عصره ردة عن إنجازات ما قبله).
أخيراً هذه المظاهرات تحدث في سوريا، بلد من بلاد العالم الثالث وربما الرابع، واحدة من أفقر دول العالم وأكثرها قمعاً وفساداً .. ولا تحدث في سويسرا أو فرنسا أو النروج... لأطالبها بالابتعاد عن أي شكل من أشكال الاستحضار للدين الذي يمثل بالتأكيد أحد العوامل التعبوية فيها، ولا أرى بذلك خطأ ضمن الظروف الموضوعية لهذه الثورة ...

خالص تحياتي