البعث في سوريا مجرد لافتة عتيقة مزقتها الرياح
حزب البعث كما تعلمنا في المدارس نشأ على أفكار جيدة وعصرية في زمنها
ولكن ماذا بقي من حزب البعث
اول من هبشه هو العسكر
عشرات الإنقلابات العسكرية دمرت هذا الفكر الذي كان يوما ما فكرا عظيما وصار العسكر ايامها هم القائد الأعلى للدولة والمجتمع
بعد العسكر وعلى ايام الديكتاتور الاول الذي يحكم سوريا طوال 30 سنة قامت الطائفية التي استخدمها نظام حافظ الأسد بنشب اظافرها فيما تبقى من جسد البعث الهش
هذه الطائفية في بلد يعتبر اكبر تجمع اثني ديني في العالم بالنسبة للمساحة على الأقل كانت بمثابة الفتيل الذي اشعل احداث حماة في ذلك الزمن البعيد
ثم بعد العسكر جاءت الأجهزة الأمنية والمخابرات لتزيد فتكا في جسد البعث النحيل.. وصارت هذه الأجهزة هي القائد الأعلى للدولة والمجتمع
هذه الأجهزة الأمنية استلمت البلد وكذلك استلمت لبنان العظيم بدل الجيش السوري وجعلت حافظ الأسد ينام قرير العين بعد ان نظف الجيش جيدا ولو على حساب اخيه رفعت الأسد وبقي نائما قرير العين حتى استلم ابنه.. بما ان ابنه حداثي ومودرن ويتكلم الأنجليزية بطلاقة وكأنه الملك الأردني عبدالله الصغير فكان لا بد من الأعمال والإنفتاح الإقتصادي وترويج كبير لسيطرة راس المال على المجتمع والدولة..
وبما ان الاسد الصغير ليس ديموقراطيا ولا اصلاحيا فحداثته تلك صارت ليبرالية مافياوية.. ولم يعد الإنفتاح الإقتصادي سوى ورقة ووسام يقدمه النظام لمواليه فقط وبشراكة مئوية على ان يقوم راس المال القذر هذا بحماية السلطة.. وهذا ما شاهدناه في مسيرات التأييد والتي كان المنظم الأكبر لها هم رجال الأعمال المنضمون الى العصابة سيئة الذكر.. وزعيمهم رامي مخلوف الذي صار هو عنوان الإنفتاح في بلد رضع ابناؤه التجارة ابا عن جد
وهكذا تحولت العصابات التجارية الى القائد الفعلي للدولة والمجتمع مزيحة الأجهزة الأمنية بل مشغلة لها لحسابها في عملياتها من التجارة والتهريب والإحتكار حتى القمع والإعتقال والترهيب
شركات رامي مخلوف وقلعي وشيخو وطلاس وغيرهم من ابناء العسكريين السابقين والذين قدموا الى التجارة من باب التهريب بعد ان غسل قانون الإستثمار رقم 10 اموالهم وحولهم من مهربين الى رجال اعمال طردوا طبقة التجار السوريين الأصليين او نافسوهم على اعمالهم.. راض سيف وسنقر وكيل مرسيدس.. الخ هؤلاء الشركات يستلم ادارت فروعها الكبيرة ضباط مخابرات يعملون صباحا في الفروع الأمنية اذا رغبوا ومساء في التجارة بكل انواعها.. من تجارة الاتصالات الى السلاح والمخدرات.. والملفات معروفة وواضحة تماما للشعب السوري الواعي..
فمن اين ستأتي عصابات الشبيحة؟؟؟ علينا ان نتخيل

راس المال القذر والمهربون الذين صاروا تجارا قضوا على الرمق الأخير من حزب البعث الذي لم يعد منذ زمن بعيد يحكم لا الدولة ولا المجتمع ولا الاقتصاد ولا الجيش..

وقفة دقيقة صمت على روح غير المأسوف عليه حزب البعث العربي الإشتراكي
والقتلة هم في الترتيب الزمني: العسكر ثم الطائفية ثم الأجهزة الأمنية ثم العصابات التجارية

تحية سورية كبيرة الى جميع المشاركيين