اسمي سابقا كان روزا لوكسمبرج. كنت اتحدث عن الثورة مثل مجذوبة ثم اصابني الاحباط وفقدت الأمل في التغيير. صرت اشارك في المظاهرات والفعاليات المختلفة بشكل ميكانيكي وعرف قاموسي اللغوي الكثير من المفردات الخائبة واسوأها كلمة "مفيش فايدة"
عندما قرأت عن دعوة الثورة ليوم 25 يناير في مصر, وهو يوم عيد الشرطة بالمناسبة, ثرت وغضبت وقلت لأصدقائي لن اشارك في خداع الشباب والشابات الذين تبنوا الدعوة. الثورة لن تحدث في مصر ونحن اضعف من الضغط لمحاكمة ضابط حديث التخرج على حوادث التعذيب. قلت هذا وكنت أرى امامي صورة الشاب خالد سعيد الذي مات تحت التعذيب في الشارع, امام جميع المارة, والذين قتلوه كانوا اثنين مخبرين حتى الآن لم نتمكن من الحصول على حكم بإدانتهم. هذا الحادث قضى على اي امل في التغيير لدي.
سافرت من مصر قبل يومين من الثورة لزيارة اخي في قطر وبدأت الاحداث وانا هناك. في البداية اعتقدت انها مظاهرة قوية. فرحت, لكني لم اتخيل ابدا, انا او غيري, ان هذه الدعوة الساذجة على الانترنت ستنجح في تحريك الشعب المصري للإطاحة بالديكتاتور المخلوع. 5 ايام قضيتها بلا نوم امام شاشة التلفاز, حاولت الرجوع اكثر من مرة لكني لم استطع لتوقف شركة الطيران والمطار المصري عن العمل. شعرت اني ملعونة وكرهت نفسي.
يوم 4 فبراير عدت مباشرة من المطار لميدان التحرير. رأيت بعيني عالم آخر ومصريون جدد. مناضلين ومناضلات وكبار سن واطفال واصرار غير طبيعي على استمرار الثورة. فن وموسيقى ومناقشات وعائلات كاملة استوطنت المكان مقسمين ألا يتركوا الميدان. قال لي احدهم: "انا هطلع من الميدان ده متشال على الاكتاف. إما جثة او هاتفا بفرحة الإنتصار" وهتف فعلا بفرحة الانتصار.

قصصي كثيرة عن الثورة وسأحكيها بالتأكيد لكم.. ما اريد ان اقوله لكم الآن هو اني منذ ايام وانا أسأل نفسي, ياترى العلماني هيقول ايه عن ثورتنا؟ طارق تلاقيه ملعلع عالراديو بثورة سوريا؟ ماهي تعليقات حسينو وجارة الوادي وحبيبتي مريم على الاحداث الآن؟؟
كيف حالكم جميعا يا اصدقاء.. اشتقت اشتقت!!